المهمــة سهلـة ، المشكلة في غياب الرجال!!!
المهمة مستحيلة ، والوضع صعب ، والأمور معقدة ، والمشكلة عالمية ، وشوفوا اليونان ، وإمكانيات الأردن ، وشو في عنا ، هذه عبارات نسمعها يومياً لوصف الحالة الأردنية التي تتردى يوماً بعد يوم ، حتى أصبحنا نُعاني أزمة سياسية إقتصادية إجتماعية !! وصار التفائل اليائس بإستحضار هذه الصورة يؤدي إلى مزيد من العجز ويُراكم المزيد من المشاكل .
قالت العرب توقع البلاء بلاء ، ويتهمني البعض أنني أرسم صورة سوداوية للوضع وهذه ليست حقيقة ، حيث أنني أقول دائماً بأن الأردني من أكثر مواطني العالم إنتماء وولاء وقدره و كفاءه، ولدينا من الإمكانيات ما يفوق دول كثيرة مستوى الرفاه بين أبناءها أضعاف ما لدى المواطن في الأردن ، وأقول دائماً أن من يُقدّم الأردن على أنه بلد عاجز لا يملك إمكانيات هو العاجز لأن الأردن لديه إمكانيات أكثر من سويسرا وسنغافوره وفنلندا ، وانظر فارق مستوى المعيشة ، وأضرب أمثلة كثيرة على نجاح دول كانت تُعاني أضعاف أضعاف ما يُعاني الأردن ، وأقول أن الإمكانيات متوفرة والمشكلة تنحصر في الإدارة العامة التي تُثبت يوماً بعد يوم عجز مُطلق ، إدارة مثالاً للترهل والروتين والبيروقراطية وكافة الآفات المعروفة حتى باتت كثير من دول إفريقيا السوداء تتقدم علينا في مجال صناعة النجاح.
مشاكل الأردن معروفة وسهلة الحل ، ولكن حكوماتنا تأتي وتذهب لنجد أن المشاكل التي إستلمتها الحكومة وقدمت خطاباً عرمرمياً قالت فيه أنها ستُقدم وستُقدم وستحل وستعمل وستُنجز ، وبعد رحيلها نجد أنها ضاعفت المشاكل وفاقمتها !!! بل إن النهج المُتبع لن يقود إلاّ إلى الإفلاس حيث تأتي الحكومة ولا تُريد أن تتقشف ، وترى أن التوسع في النفقات الجارية وإلغاء النفقات الرأسمالية وفرض ضرائب جديدة وزيادة الأسعار هي طرق العلاج لمشاكل الأردن ، وبذلك نُضاعف جيوب الفقر وعجز الموازنة والتضخم والترهل مُخلفة مشاكل جديدة ، ولنرى ان هذه الحكومة الجديدة لا تملك عصا سحرية وعصاها السحرية الوصفة إياها ( ضرائب جديدة ، سيارات جديدة ، تعينات للمحاسيب ، سفرات ، مياومات، تنفيعات ) ثم الرحيل وهكذا !!..
بُحت أصواتنا ونحن نقول الإصلاح سهل والمشكلة بسيطة ، و الحل كذا وكذا وكذا ، لا أحد يسمع أُذن من طين وأخرى من عجين ، يريدوننا أن نمل ونستكين ونضع رأسنا بين الرؤوس إنتظاراً للسياف ، ما هكذا تؤكل الكتف ، ولا هكذا تورد الإبل ، ولا هكذا تدار الدول حكومات ضعيفة خائفة مرتجفة ، أجندتها شخصية سلطة تشريعية مزورة ضعيفة توكل لها مهمات أكبر من قدراتها ، ويكون الأردن هو الضحية .
من يقول لي ماذا نفعل هذا العام إذا تجاوز العجز 3 مليارات ؟؟! وكم سيكون في العام القادم ؟! وكم هي الضرائب التي ستُفرض و الأسعار التي سترتفع ؟! والحلول التي تطرح إيصال الدعم لمستحقيه طرح جميل مستحيل التنفيذ!! لم ينجح في الدول التي تملك إدارة ناجحة مبدعة ، فكيف بإدراة من جربنا من الفاشلين والضعفاء ، والذين ينظرون إلى الوطن كشركة قاربت على الإفلاس ولا مجال للإنقاظ والإنقضاض على الوطن ومُنجزاته لن يُقدم ولن يؤخر في إفلاسه .