2024-10-07 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أمـا لهـذا الليـل مـن آخـر..!!

رشيد حسن
جو 24 : ليس سرا أن الامة تعيش أسوأ أوضاعها وأحوالها، وقد غرقت بعض الاقطار ببحور من الدم والفوضى، فيما عدم الاستقرار أصبح هو الثابت الوحيد في كافة الاقطار، بعد اشعال حريق الحرب الطائفية القذرة، والتي تنذر بليل طويل وبمرحلة من الانحطاط تضرب الامة من ادناها الى اقصاها.
نظرة سريعة الى المشهد العربي الكئيب من الرباط وحتى مسقط، تثير الفزع والخوف والاحباط... فبعد ان تسرب الامل الى النفوس بهبوب رياح الربيع العربي، عاد اليأس من جديد، بعد نجاح القوى المعادية وفي مقدمتها واشنطن وما لف لفها في تطويق هذا الامل، وتحويل الربيع الى خريف قاس مدمر.
وبوضع النقاط على الحروف ... فان فشل الانظمة كلها دون استثناء في اقامة دول مدنية حديثة، قوامها المواطنة الحقيقية، والديمقراطية التي توحد ولا تفرق، والعدالة والمساواة، وتداول السلطة احتكاما لصناديق الاقتراع، ابقى نيران الطائفية والمذهبية وكافة الامراض الاجتماعية تحت الرماد؛ ما ادى الى انفجارها .. وقد وجدت من يمدها بالزيت ليزداد الحريق اشتعالا واتساعا.
فلبنان على شفا الانفجار، فالطوائف تعيش حربا حقيقية فيما بينها، ليست بوسائل الاعلام فحسب، ولكن على الارض مسخرة كل ما تملك لتعميق عدم اللقاء وعدم التفاهم ، وقد سقطت مقولة التعايش، ولم يعد الامر مقصورا على العداوة بين المسلمسن والمسيحين، بل اصبح بين المسلمين انفسهم، بين السنة والشيعة، وبصورة اكثر ضرواة ، وبين المسيحيين انفسهم أيضا..ومن هنا فلبنان لن يرى الاستقرار ما دام محكوما بالطوائف، وسيبقى يعيش على فوهة بركان لا احد يعرف متى تنطلق حممه.
اما العراق.. فالكارثة اعمق واخطر .. تهدد بتدمير القطر كله، ورغم ان اميركا هي السبب لهذه الويلات، فهي من اشعل فتيل الحرب الطائفية، الا ان حلفاءها ومن جاؤوا على ظهر دبابات الغزو ولا يزالون .. هم المسؤولون عن استمرار هذه الفتنة، التي ازهقت ارواح اكثر من ثلاثة الاف انسان بريء خلال الشهور الاربعة الماضية، وها هو الشهر الحالي؛ يشي بانه الشهر الاكثر دموية، اذ سقط حتى الان اكثر من مائتي بريء والاف الجرحى.
فاذا ما انتقلنا الى سوريا .. فالوضع لا يحتاج الى شرح وتفصيل بعد ما تم اغتيال الثورة وتحويلها الى حرب طائفية، وتحويل الساحة السورية الى ساحة للصراعات الدولية والاقليمية بعد عودة الحرب الباردة، وجاء دخول المتطرفين والتكفيريين ميدان الصراع ، واقدامهم على التمثيل بخصومهم .. ببقر البطون وأكل القلوب، وقطع الرؤوس والاعضاء التناسلية بصورؤة همجية ليس لها مثيل، يؤكد اننا امام حالة من الانحطاط ليس لها مثيل ولم يشهدها تاريخنا الا في اجتياح التتار والصليبيين للعالم العربي.
الصراع المذهبي بين السنة والشيعة وصل البحرين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية والكويت، لا بل وانتقل الى الدول الاسلامية الاسيوية فضرب في الباكستان وافغانستان..الخ
وما دمنا نقوم بتشريح الجسم العربي للكشف عن العلل والامراض، فان انفصال جنوب السودان لن يكون نهاية المطاف، بل من المحتمل ان نشهد انفصالات اخرى، ما دامت حركات التمرد مدعومة من جنوب السودان، ومن دول الجوار التي تعمل على تقسيم السودان واضعافه، خدمة لمصالحها، ولن تهدأ الحال في الصومال بعد اسقطت الدولة، وتحولت الى قبائل متنازعة، ومحميات للقاعدة وللقراصنة.
الانظار تتجه كلها الى مصر، بعد فشل الاسلام السياسي، وثورة 30 حزيران التي اعادت الشرعية للشارع، على امل ان تتخطى هذه المرحلة الصعبة من تاريخها، وتعود الى امتها وتعود امتها اليها .
فاذا ما انتقلنا الى فلسطين المحتلة لنقرأ واقعها.. فنقول باختصار شديد ان حالها يلخص حال الامة كلها ، فالهوان والذل الذي تغرق به اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، يؤكد ان الامة هانت على نفسها، فتجرأت عليها ديدان الارض تنهش لحمها الحي وتنهش مقدساتها .
باختصار....اليست مفارقة خطيرة ان الحرية الفكرية والمذهبية كانت مصانة في عهد الدولة العباسية فنشأت المعتزلة والفرق الاخرى، فيما اليوم يقوم التكفيريون الجهلة بتحطيم تماثيل أبي العلاء وابي تمام، ونبش قبور الصحابة ، واستباحة دماء الامة كلها..!!
انها مرحلة الانحطاط..!!.
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير