2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

وشهد شاهد من أهله

رشيد حسن
جو 24 : لم تفاجئنا صحيفة “الجيروزالم بوست” الاسرائيلية وهي تكشف في عددها الصادر الاحد الماضي، ضلوع نتنياهو في العمل على هدم الاقصى ، من خلال قيامه بتمويل المنظمات الصهيونية المتطرفة وتشجيعها وحمايتها ، وخاصة منظمة معهد الهيكل ، وهي اكثرها تطرفا ، وتعمل على هدم الاقصى ، وذلك “ لتنفيذ التوصية التي جاءت في الكتاب المقدس لبناء الهيكل على جبل موريا” وهو المكان ذاته المقام عليه الاقصى..!!
لم يفاجئنا ذلك ، فكل من يتابع الاعتداءات الصهيونية الممنهجة على الاقصى ، وعلى مدار العام يصل الى قناعة راسخة ،بان العدو يعمل فعلا على هدم المسجد ، وها هي اجراءاته على الارض تفضح نواياه، وتكشف خبئيته الخبيثة ، فشق الانفاق ادى الى اضعاف اساسات المسجد ، واصاب الاعمدة التي يقوم عليها بالتشققات ،ما يعجل في انهياره ، كما يؤكد المهندس رائف نجم نائب رئيس لجنة اعمار الأقصى.
تقرير الصحيفة الاسرائيلية هذا.. سبقه تصريحات رئيس وزراء العدو ، نتنياهو في الكنيست في ذكرى سقوط القدس بيد الاحتلال “ لن تعود الى العرب ، ولن يصار الى تقسيمها مرة أخرى”.
ولم يكتف بذلك، بل اعلن “ ان الاقصى مقام على جبل الهيكل” أي على ارض اسرائيلية ، وهذا يعني ان لا بد من ازالته لاقامة ما يسمى بالهيكل الثالث.
ومن المعلوم ان يهودا باراك ، رئيس وزراء العدو الاسبق ، سبق نتنياهو في الكشف عن اهداف اسرائيل ونواياها ازاء المسجد ، في قمة “كامب ديفيد” حينما طرح اغرب طلب تشهده مفاوضات عبر التاريخ لاقتسام الاقصى “ما فوق الارض للمسلمين ، وما تحته لليهود”..!! ما ادى الى فشل القمة ، ومن ثم الى اندلاع انتفاضة الحجارة ، عندما تجرأ المجرم شارون على تدنيس المسجد محميا بالالاف من جنوده .
هذه الوقائع وغيرها تؤكد صحة رواية “الجيروزالم بوست”.. وتؤكد أيضا، ان هدم المسجد أصبح من اهداف نتنياهو التي يعمل على تحقيقها قبل ان تنتهي ولايته الثانية ، وهذا ما أكده الشيخ رائد صلاح في حوار مطول مع الدستور قبل فترة ليست بالقصيرة.
ومن هنا ، فاستغاثة اهلنا وخطباء الاقصى ومفتى الديار الفلسطينية بالامة ،وقادتها لانقاذ الاقصى من خطر محدق ، كان ينم عن خوف حقيقي ، ولم يكن حديثا مبالغا فيه ، فهم أكثر من يعرف أهداف العدو ، واكثر من يقرأ نواياه جيدا ،استنادا لما يجري على الارض.
باختصار ... تقرير الصحف الاسرائيلية ، كشف من جديد عن وجه نتنياهو القبيح ، وعن اهدافه ومخططاته لهدم الاقصى ، من خلال مساعدة المنظمات المتطرفة غير الحكومية ، وهو ما يعطيه الفرصة الملائمة للمناورة والتملص من تحمل مسؤولية الكارثة التي ستحل بالاقصى والقدس، اذا ما استمرت المؤامرة ، ولم يتم لجم اطماع العدو .
ونسأل...ما هو رد القيادة الفلسطينية على هذه المعلومات الخطيرة، وهل ستستمر في المفاوضات وقد وصل معول الهدم للاقصى ، والاستيطان لم يتوقف ؟؟ وماهو موقف الدول الشقيقة، وخاصة المجموعة المعنية بالسلام، التي سارعت الى واشنطن لتعلن موافقتها على تبادل الاراضي، اي على تشريع الاستيطان؟؟
وما هو موقف الجامعة العربية، هل ستكتفي ببيان شاحب هزيل، كما هي العادة ، ام تخرج عن طورها وتفاجئ العدو باجراءات حاسمة ؟
نجزم ان هذا لن يحدث حتى لو تم هدم الاقصى فلقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. ولا حول ولا قوة الا بالله.
Rasheed_hasan@yahoo.com
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير