2024-07-03 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

إذا سألك طلابي عني فاني بعيد؟!

أ. د. مصطفى محيلان
جو 24 :
دراسات عديدة قدمت تحليلات منطقية لحالات العنف الجامعي، ولكن بعضها اغفل جانبين رئيسين أود التطرق لهما هما وبشكل مختصر ما أمكن.
أولها هو، الإهمال الإداري وفقدان التواصل، بين إدارات الأقسام والكليات والجامعات، مع الطلبة؟

فلم تُشِير الدراسات لا بالتلميح ولا بالتصريح، ولا بالتفصيل، إلي أهمية الحوار "المفقود باستمرار طبعاً" بين الطالب والقائمين على الجامعة، المؤتمنين عليها !
فهل ، تعقد الأقسام الأكاديمية مثلا، لقاءات فصلية مع طلبتها، للسماع لهم، ومحاورتهم، ونصحهم، ومشاورتهم فيما يهمهم، أم أن ما يربطنا يهم هو فقط كونهم وسيلة كسب الراتب في نهاية الشهر، فهي علاقة مصلحة ضيقة، آنية، تنتهي بنهاية المحاضرة، هذا إذا أعطى البعض المحاضرة حقها، ولو حتى من حيث الزمن، ولا أقول المضمون، فسوء المتابعة من الإدارة الغير مكترثة والغائبة غالباً يؤدي إلى اختصار وقت المحاضرات في بعض الحالات إلي النصف، وهل يتابع الغائب أحدا؟!

وهل تعقد إدارات الكليات اجتماعات ولو سنوية مع طلبتها؟
وهل تفعل ذلك إدارة الجامعات؟

فإذا كان الأمر كذلك، فأين بنود جداول الأعمال؟
وأين هي محاضر الاجتماعات؟

وأين هي التوصيات؟

أم أن كل ذلك ليس ضروري لدى متخذي القرار فيها، أو عفواً، إن كانوا كذلك!؟

من ناحية أخرى، لِمَ لا تتطرق أي من دراسات العنف الجامعي للجانب الترفيهي للطلبة، وأثره النفسي والاجتماعي عليهم، ولا اقصد هنا النشاطات اللامنهجية التي كتبت عنها سابقاً، وإنما الترفيه مثل القيام بالرحلات الجامعية، ليس لطلبة الأقسام بشكل خاص، وإنما للطلبة الجامعيين بشكل عام، وما يمكن أن يندرج تحت باب اعرف وطنك، وأنا أضيف لها مقولة هامة هنا وبالذات في هذا الوقت، وهي اعرف زميلك، واعرف أستاذك، واعرف نفسك، الم يقولوا سابقاً انك لا تعرف أحدا حتى تسافر معه، فلم لا تبدأ جامعاتنا بتسيير رحلات ترفيهية للطلبة لتخرجهم من الأجواء الروتينية، المنفرة، المقزمة لفكرهم، المحبطة لهم، فتنقلهم إلى فسحة روحية، عقلية، اجتماعية، ربما هم بحاجة إليها وبالذات، الآن!

إنني لا استبعد من أن بعضهم ربما لا يستطيع القيام بها على نفقته الخاصة، مهما صغرت تكاليفها، فكلنا يعلم بالحال المادي وتبعاته على الجميع، وهنا فإنني لا اقترح أن يتم الإنفاق على الطالب في حله وترحاله، من مأكل أو منام، وإنما توفير فقط المواصلات لزيارة أهم المعالم السياحية وربما الصناعية والثقافية لدينا.
إن الجانب النفسي هام جداً للجميع، واستقرار نفسية الطالب وهدوء أعصابه وخاصة في هذه الأوقات التي يمر بها العالم من حولنا أمر ضروري حتى يتمكن من التفكير السليم الهادف، أفلا نساعد أبنائنا الطلبة على تخطي المرحلة العمرية هذه بسلام.

أن التواصل الإداري الذي أشرت إليه في البداية، والترفيه الذي ختمت به حديثي، هما أمران أساسيان للخروج من حالة العنف الطلابي الجامعي، وإذا رأى البعض واحترم رأيهم، من أن تكلفة تسيير مثل تلك الرحلات الترفيهية فوق طاقة الجامعات، على الرغم من ضآلتها، أرى شخصياً بأن تكلفتها اقل من ما تتكبده بعض الجامعات من صيانة ما بعد أحداث الشغب والعنف فيها، عدا عن خسارة السمعة التي لا تقدر بثمن. والأهم من ذلك هو الكسب الكبير المتمثل بجو الألفة والتواد الذي ينشأ بين الطلبة بعد كل نشاط غير منهجي يقومون به.

خلاصة القول "وبالتصرف":
نقول أمراض الجامعات ونحن من أمراضها والهجر علتها فهل فتشنا عن أعراضها!

muheilan@hotmail.com
تابعو الأردن 24 على google news