2024-07-01 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سجن الاحرار وصمة عار

نايف المحيسن
جو 24 :
نايف المحيسن - قصة احرار الطفيلة لم تكن الا وليدة معاناة كان ابطالها الحكومات والاجهزة الاردنية التي كانت تكتم انفاس ابناء بلدهم وتقرر لهم القيادات المفصلة وفق اهوائها وكانت اعمال الحكومات هي وقود لثوران بركان طفيلي هدفه حماية الوطن وحرق الفاسدين.

حرمت الطفيلة لعقود طويلة زادت عن الثلاث من القيادات المحلية الفاعلة والمؤثرة فكانت قيادتها من صنيعة المخابرات.. فقر وبطالة وجوع وامراض ومعاناة ولا تنمية حتى ما اعلن عنه الملك بعد اخر زيارة للطفيلة لم يعمل الملك شيء مما قاله لهم والديوان الملكي اعلن كذلك ولم يفعل ورئيس الوزراء الحالي قال ولم يفعل بل حرقوا قيادات استعانوا بها وندمت هذه القيادات انها تعاملت مع اركان نظام لم يصنع ما نشاء ويشاءوا دون حياء.

وبعدها جاء الامير وقال ما لم يقله مالك في ابناء الاردن والطفايلة منهم لانهم هم رأس حربة الحراك المطلوب القضاء عليه وكان املهم ان يكون ممثلا لنظام يكون معهم لا عليهم.

بدأ حراك الطفيلة السلمي والذي كان ولا يزال سلميا ويتحدى من يقول عنه غير ذلك حتى لو ادخل اصحاب الاسبقيات ليبرر الكذب والتلفيق ليشوه صورة احرار لم يلدهم الا زمان ابائهم فالمطالب في البدايات متواضعة كما هي كل الحراكات تكون محلية.

عدم الاستجابة يرفع السقف فجاءت مطالب سياسية ومحاربة الفساد ومعالجة كافة قضايا الوطن لننعم بفضاءات الحرية ورغم ذلك الاستجابة كانت متواضعة بتعديلات دستورية ابقت المحكمة العسكرية العرفية التي قررت سجن الحرية الطفيلية بل سعى للتبرئة في الكازينو الى تبرئة ابطال الفوسفات الى تبرئة الفاسدين واطلاق سراحهم دون ان يحاكموا لغاية الآن وسيكون الذهبي مثلهم.

كل هذه القضايا كانت مادة وقود للحراك وللأسف كل هذا الوقود يبدو انه لا يحرك الا الاحياء ولا ندري ماذا نقول عمن لا يتحركون.
احرار الطفيلة وصلوا الى قناعة تامة ان النظام لا يريد ان يفعل ويريد ان تبقى الامور على ما هي عليه وكأنه يضع نصب عينيه هبة نيسان التي اشتعلت واطفئت وكان شيئاءما كان.

استخدمت اساليب عديدة منذ البدايات وكان من ابطالها اعيان واحدهم اصبح وزيرا وفي زمنه سجن الاحرار الذين يعتبر سجنهم وصمة عار وزاد في الامعان عدم الاهتمام مقابل الاصرار على المطالب في زمن ثوري الهوى يولد ولادات ليست عسيرة لان الحراك اصبح يسير بنفس قوي وشجع كثير من المناطق للتحرك فجاءت قضايا الفساد بالاسماء فمن باسم عوض الله الذي بعد وصوله للاردن بأقل من خمسة اعوام اصبح الآمر الناهي وصاحب القرار الملكي باسم الملك الى مجدي الياسين النسيب والحسيب الى الذهبي وقصص الكازينو والاراضي وابطالها والذهب واستخدام آليات الجيش للبحث عنه وموارد وشركات الاتصالات الى البوتاس والفوسفات التي تهاوى بها الردى النيابي الى ادنى درجاته.

القضايا تتفاعل والنظام لا يتفاعل و سجنهم وصمة عار وحاولوا معهم بشتى الطرق وبمختلف الاساليب لثنيهم عن مبادىء اصبحت نبراسا لطريقهم ولن يثنيهم عنها اي شيء الا تحقيق المطالب.

الاحرار كانوا سلميين ولم يكونوا ابدا اشرارا فهم لا يملكون السلاح ولا يؤمنون بالتخريب وانا شاهد عليهم حتى في سقف الشعارات كانوا يحاولون التخفيف متأملين الاستجابة ولكن السقف الذي ارتفع له مبرراته لديهم منها اولا عدم الاستجابة والاستهانة بمطالبهم واخر تكسير للسقف كان بعد سجن الاحرار.

سجنوهم لانهم يعرفونهم جيدا انهم اسود وسباع لن يركعوا ابدا ولن يحنوا هاماتهم ابدا فهم الشموخ الاردني وهم من سيعملون على ارجاع كرامة المواطن والوطن بعد ان سلبت جميعها منهم اعلنوا انهم لن يقبلوا بعد اليوم استبدال حقوقهم بمكارم فالمكارم تأتي من خارج الوطن وليس من داخله فداخل الوطن الجميع بالحقوق مكرم وليس هنا استثناء للتكريم لوضع الشروخ بين المواطنين.

كانوا يجتمعون كل مساء خميس ليضعوا خططهم لمسيرتهم السلمية وامام اصرارهم كانت القيادات الحكومية تتغير كل شهر او شهرين ونقصد هنا القيادات الفاعلة المحلية لان المطلوب من هذه القيادات ان لا تعمل اي شيء سوى القضاء على الحراك فالقيادات مهمتها اولا والآن فقط امنية فلا تنمية ولا خدمات وابرز المعالم عمارات الاجهزة الامنية.

الحكومة تلعب بكل الاوراق وآخرها بعد ان كان يقال عن الطفيلة انها من مناطق الموالاة اصبحت الموالاة فيها مطلبا حكوميا ليقولوا للناس انه كما في الطفيلة معارضة قوية هناك موالاة اعلاميا حكوميا قوية حتى ان الاعلام الرسمي بشقيه المرئي والمسموع والمقروء يعطي تعليماته لمندوبيه ان ينقل لهم الاخبار وهم في عمان يقررون ما ينشرون وفق الرؤيا الامنية المسيطرة دوما على الاجهزة الاعلامية وهذه حقيقة تاريخية فاعلامنا مرتبط ارتباطا وثيقا بالاجهزة والا لكنتم رأيتم في وطني خبرات اعلامية مميزة داخل هذه المؤسسات الرسمية ولكن المميز لا مكان له في العمل المميز فالمطلوب الرديء للعمل الرديء.
تابعو الأردن 24 على google news