صندوق المرأه تدمير عائلي وإجتماعي
لا أرغب ان اتحدث عن الاضرار المادية التي يسببها صندوق المرأة للمتعاملين معه والتي تصل في الوضع الطبيعي الى ما نسبته 20% فائد على القرض الذي يزيد من اعباء الفقراء وقد يصل الى ما نسبته اكثر من مائة بالمائة في حال تأخر السداد.
ولا ارغب ان اتحدث عن الشروط القاسية التي يضعها هذا الصندوق على المتعاملين معه من حيث العقاب في حالة تأخر السداد بجلب المستفيدات منه عن طريق المحافظ ومن ثم للمحاكمة.
ما أود الحديث عنه هو الاضرار الاجتماعية القاتلة التي يخلفها هذا الصندوق للمتعاملين معه فهل قامت ادارة الصندوق باجراء دراسات لهذه الاضرار وتاثيرها على الحياة الاجتماعية في المجتمعات الفقيرة التي تعاني اصلاً من واقع اجتماعي مرير ليجيء مثل هذا الصندوق مزيداً للمعاناة.
هل قامت هذه الادارة باحصاء حالات الطلاق والمشاكل الزوجية التي خلفها هذا الصندوق لمن تعاملن معه في المناطق الفقيرة بعد ان علم ازواجهن بانهن قمن بالاقتراض دون علمهم ويتفاجأ الزوج بأن زوجته مطلوبة للمحافظ او للمحكمة بموضوع لا علم ولا دراية به.
ما هي المعلومات المتوفرة للصندوق عن بعض النساء يقمن بالطلب من اخريات أخذ قروض لهن باسم كل واحدة منهن مقابل مبلغ من المال وبعد اخذها للمبلغ تختفي عن الانظار وتتحمل المغفلة المبلغ وهل وجد الصندوق لتقديم مبالغ بفائدة من غير وجود مشاريع.
أليس الاجدى ان تتوجه النساء للبنوك والحالة هذه لأن البنوك قد تكون ارحم من مثل هذا الصندوق الذي يتقاضى فائدة تصل الى 20% وهو اصلاً يحصل على قروض للتمويل من البنوك بفائدة لا تتجاوز الـ 6%.
تقول احصاءات الصندوق ان حجم الاقراض في الصندوق وصل الى 150 مليون دينار من خلال تقديم 400 الف تمويل وبنسبة سداد وصلت الى 99% قدمت من خلال 30 فرعا للصندوق منتشرة في كافة مناطق المملكة ويقدم تمويلات غالبيتها تكون الغايات منها تقديم المال فقط وبضمانات اكثر قسوة من البنوك وقد ابتكرت ادارة الصندوق اسماء لمشاريع تمويل وواضح من خلالها انها غير انتاجية مثل تمويل الولادة والجامعي والتضامني والموسمي ولا هدف من وراء مثل هذه المشاريع الا تحقيق الارباح للصندوق.
هناك مآسي كثيرة اوجدها هذا الصندوق لدى الناس فالمرأة الفيرة والتي لا يوجد لديها اي دخل تقوم بأخذ الملغ وصرفه دون اية مشاريع فأين هي المشاريع الناجحة للصندوق باستثناء اعداد قليلة جداً يتفاخر بها الصندوق على موقعه على الانترنت فالمائة والخمسين مليون دينار التي قدمها الصندوق تعني انجازات عظيمة فأين هي مردودات هذه المبلغ من المشاريع ألم يسأل القائمون على الصندوق عما حققت هذه المبالغ من مشاريع بدل ان يتفاخروا بتقديم القروض وجني الارباح.
لا توجد دراسات جدوى ولا دراسات لمشاريع في هذا الصندوق فما هو موجود هو كذر الرماد في العيون ولكن ما يهم الصندوق هو الوصول الى جيوب الفقراء المعدمين وجلبهم وسلبهم قوت يومهم من خلال تقديم قروض قد يتوهم الكثيرون انها لصالح الفقراء مع انها عبارة عن غنائم تحققها ادارة الصندوق والقائمين عليه من هؤلاء المساكين الذين لا حول ولا قوة لهم ويريدون ان يحصلوا على المال دون تقدير لعواقب هذا المال فهم اصلاً لا قدرة لهم على السداد فكيف اذا كانت الفائدة تصل الى اكثر من 20% في حين ان اكثر البنوك قسوة لا تزيد فائدتها الشخصية عن 11%.