الأردن و كبرياء حمد..
تأملت التصريحات التي صدرت من حمد من نهاية المباراة أمام اليابان لغاية اليوم فوجدتها كلها تغرق في التبرير والتنصل من المسؤولية بطريقة أو بأخرى..
بم التعلل يا حمد.. بداية حمل المسؤولية لأخطاء اللاعبين العديدة كما قال.. وظروف المباريات والسفر البعيد وتوقيت مباريات المجموعة.. ونهاية بالتصريح المثير للجدل وهو يهم بمغادرة الأراضي اليابانية أن المنتخب الياباني قادر على هزيمة البرازيل..!
هكذا تحدث حمد وبطريقة تعكس نرجسيته وجاءت الثقة المفرطة من مسؤولي الاتحاد بحمد لتعزز هذا الكبرياء وكله على حساب الوطن..
كلنا توقعنا مباراة صعبة وخسارة ولكن ليس بهذه الصورة المحزنة جدا والتي يتحملها بداية المدرب.
بدأ المستوى البياني للمنتخب بالتراجع بعد الهزيمة النكراء من المنتخب العراقي في التصفيات على أرضنا وبقسوة لنخسر بعدها مباشرة من المنتخب الصيني في مباراة خارجية ولولا أن الأردن كان قد ضمن التأهل لكنا ودعنا مبكرا..
وفي ذات السياق يأتي كلام الموظفين في اتحاد كرة القدم الذين يبررون بحكم وظيفتهم لكل ما حدث ويحدث بداية من رفع أسعار التذاكر على الجمهور الأردني وانتهاء بالخسارة المذلة من اليابان..
المنطق يقول كان يجب أن ننتظر عودة حمد والمنتخب إلى البلاد ثم عقد جلسة مع الاتحاد واللجنة المختصة والاستماع لآراء المحللين والخبراء وتقييم مسيرة المنتخب في أول محطتين من التصفيات لا أن يصدر قرارا فرديا بتجديد الثقة بحمد وكأنه كل من تولى مسؤولية عامة في الأردن فهو آمن !
لا بد أن يسمع حمد تعليمات محددة ومطالب معينة من أصحاب الشأن فمع تعدد القراءات والآراء وحديث الخبراء نخرج بحلول ونتائج ويذكر أن أوزباكستان أقالت مدربها الوطني بعد نهاية المباراة التي خسرتها على أرضها من إيران في الدقائق الأخيرة.. والمدرب الألماني للمنتخب اللبناني بوكير تعرض لوابل من النقد بعد الخسارة من قطر.. ونحن نجدد الثقة ؟
ويبقى حمد شخصية خلافية وغامضة جدا توفر لها في بلدنا كل أسباب النجاح نعترف بأن حمد أحدث نقلة نوعية في كرة القدم ولكنها مسيرة سبقه إليها آخرون منهم محمد عوض المدرب التاريخي للمنتخب الأردني والمدرب المصري محمود الجوهري.. وجهود الأندية الأردنية الكبيرة
التي أنتجت لاعبين أغنوا كرة القدم الأردنية وقطفوا ثمار الإنجاز.. هذه الأندية التي تعاني اليوم من ضيق ذات اليد لأن اتحاد كرة القدم قد جير معظم وارداته للمنتخب الذي أحزننا وأوجع قلوبنا..
أستذكر رائعة المتنبي: بم التعلل لا أهل ولا وطن .... ولا نديم ولا كأس ولا سكن
وأقول لحمد.. بم التعلل؟!