قيد الحرية الاسود
ان كتبت مقالا انتقدت فيه اجراءات معينة فلا يجيزه لك للنشر خوفا من ان يغضب من تنتقدهم منه لاعتقاده ان مصيره مرتبط بهم وقد يقررون ازاحته عن موقعه لذلك يسعى دوما لارضائهم حتى على حساب المهنية التي يمارسها زملاءه.
وبالمقابل ان كتبت مقالة قد تمتدح فيها اجراءات معينة فقد يماطل في النشر على اعتبار انك تنتفع من هذه الجهة التي قمت بمدحها وحصلت على مصالح خاصة فيها او قد تكون طلبت خدمة من المسؤول عنها وحققها لك وتريد ان ترد له الجميل بكتابة مقال تمتدحه فيه.
هناك زملاء يطلب منهم الكتابة حول قضايا معينة تكون اهدافها شخصية لذاته سواء لاغضاب جهة معينة ليحقق فيها اشياء هو يريدها او ليعاقبها على شيء ما او لمدح جهة معينة لانه حقق او يريد ان يحقق منها مآرب شخصية ليشعرها باهتمامه بها او بغصبه عليها ليؤدبها ويقول انني قادر على نشر غسيل تلك الجهة.
هو يطبق الحالتين وفق رؤياه هو وليس وفق ما يرتأيه زملاؤه من الكتاب الذين لا قرار لديهم بالنشر بل القرار له هو وهو الامر الناهي لانه سيد الموقف وعنده مقص العبور او المنع مثله مثل المقص الموجود على الحدود بين دولتين فالشرطة تمنع او تسمح ولكن الشرطة تتعامل وفق اطر قانونية وهو يجير قانونه وفق اهدافه ومصالحه.
يطلق التهم جزافا على زملائه حتى لو كانوا من الذين يطلب هو منهم الكتابة في مواضيع وفق اهوائه هو وغير المنطلقة من المصلحة العامة بل لان الخاص دائما يسيطر على تفكيره ولذلك تجده يعتقد ان الجميع مثله يعملون وفق اجندات.
يصل به الامر ان يكتب او يأمر من هم تحت امرته من الذين يسيطر عليهم وعلى تفكيرهم ليصبحوا اداة منفذة له في الكتابةضد شخص او جهة معينة لم تدعوه الى مناسبة معينة ويعمل ضدهم باستغلال ما لديه من امكانات لتشويه صورهم.
هو نموذج لاولئك النوع من المسؤولين الذين يعتقدون انهم وجدوا في المنصب او الموقع القيادي لينفذوا اجندتهم خاصة وان هناك جهات متنفذة تطلب منه باستمرار لتنفيذ اجندات ضد جهات اخرى لذلك يعمل لنفسه كما هم يطالبونه فينقمص دورهم ويكون ذلك مبررا له لان يكون مثلهم منفذا لاجندته الخاصة.
اذن المشكلة في النهاية ليست فيه هو ولكن المشكلة فيهم هم لانهم هم من حرفوه عن الدور الصحيح المناط به و هم يختاروه لان من تلك النوعية التي لديها الاستعداد لما ذكر.
دوره هو الامتثال لما يريدون وله الحرية في ان بفعل ما يشاء حالة حال ذلك المسؤول الذين بنهب المال العام لان من هم اكبر منه ينبهون.
اعتقد ان لا امل يرجى من هؤلاء الا باصلاح الحال واصلاح الحال لا يأتي الا بالاصلاح الشامل والاصلاح لا يزال محال فكل ما نسمعه عن الاصلاحات ما هو الى جعجعة كلام لا اكثر ولا اقل فالماكنة تدور ولا تطحن.