نريدها أحزاباً وطنية لا أحزاب أندية ليليّة
غاندي ابو شرار
جو 24 : لعل المشرّع الأردني قد غفل عن مسألة هامة و خطيرة عند وضعه للخطوط العريضة لتعديلات قانون الأحزاب الأخير لعام 2014 , بأن تقليصه لعدد مؤسسي الحزب إلى مائة و خمسين عضو فقط , لا يؤدي فقط إلى نشوء أحزاب ضعيفة و مشتتّة , ستكون سهلة الإختراق و التوجيه كما يرغب و يعتقد , و إنما سيؤدي , فيما غفل عنه , إلى خلق أزمة حقوق مكتسبة مع الزمن , لن يكون قادراً على نزع فتيل أي أزمة سياسية أو فوضى خلّاقة فيما لو قرر عبثاّ أن يعيد غربلة و ترتيب تلك الأحزاب الناشئة أو تنظيم ساحة عملها الحزبي من جديد .
هو يرمي إلى تشجيع الفوضى السياسية لا أكثر و لا أقل و ذلك واضح من الآلية , و ليس إلى تنمية حزبية و سياسية حقيقية , و ليس ذلك ما يساهم في التنمية و التشجيع على الممارسة الديمقراطيّة و المشاركة السياسيّة المرهون ( بكف اليد و تهيئة المناخ و محي صورة الأحزاب السلبية من عقول المواطنين و تأهيل القيادات الحزبية ) .
إن إعتماد هذا العدد القليل من المؤسسين و غير المجدي تنميةً و نفعاً للصالح العام , إنما هو بمثابة توقيع رسمي على شهادة وفاة التنمية السياسية , التي لم ولن تأتي بالصورة التي عبّر عنها جلالة الملك و أرادها يوماً ما , بعد أن أصبح بمقدور أي عائلة أردنية تأسيس حزبها الخاص بها , كما بات بإمكان أي تجمع قليل ٍ و محدود لعدد من التجًار أو المهنيين او الأكاديمين أو طلبة المدارس الثانوية أو حتى عاملات الأندية الليلية , أن يؤسسوا حزبهم الخاص بهم و الذي يعبّر عن طموحاتهم و تطلعاتهم , من باب الفضفضة الحكومية الزائدة و المقصودة في حرية التعبير و المشاركة السياسية لجميع المواطنين .
و ماذا بعد ... ستكون هنالك حقوقاً مكتسبة لن يتنازل عنها مكتسبيها بسهولة كما يعتقد مشرعنا , عندما يقرر تغيير قواعد لعبة شطرنجه التي بدأهاو ملك مفاتيحها .
لا يا مشرعنا الوقور ... لن يكون الأمر سهلاً عليك البتّة لمعالجة أزمة الفوضى السياسية التي إختلقتها لنفسك و لمجتمعنا , فالمجتمع بات أكثر تعطّشاً للمشاركة السياسية حتى و لو كانت من خلال تأسيس الدكاكين و الأكشاك الحزبية .
أتمنى صدقاً و لحين عدول المشرّع الأردني عن رأيه , و قبل فوات الأوان , أن لا يشهد مجتمعنا ولادة أحزاب تجارية تبيعنا و تشتري منّا الأفكار المعلّبة , أو نشهد نشوء أحزاب خاصة لعاملات الأندية الليلية , قد يخرجن يوماً في مسيرة تطالب بإنصافهّن , كما فعلت زميلاتهم يوماَ ما في الجارة العدوة إسرائيل عندما تظاهرن ضد السماح بإستقدام العاهرات من روسيا .
هو يرمي إلى تشجيع الفوضى السياسية لا أكثر و لا أقل و ذلك واضح من الآلية , و ليس إلى تنمية حزبية و سياسية حقيقية , و ليس ذلك ما يساهم في التنمية و التشجيع على الممارسة الديمقراطيّة و المشاركة السياسيّة المرهون ( بكف اليد و تهيئة المناخ و محي صورة الأحزاب السلبية من عقول المواطنين و تأهيل القيادات الحزبية ) .
إن إعتماد هذا العدد القليل من المؤسسين و غير المجدي تنميةً و نفعاً للصالح العام , إنما هو بمثابة توقيع رسمي على شهادة وفاة التنمية السياسية , التي لم ولن تأتي بالصورة التي عبّر عنها جلالة الملك و أرادها يوماً ما , بعد أن أصبح بمقدور أي عائلة أردنية تأسيس حزبها الخاص بها , كما بات بإمكان أي تجمع قليل ٍ و محدود لعدد من التجًار أو المهنيين او الأكاديمين أو طلبة المدارس الثانوية أو حتى عاملات الأندية الليلية , أن يؤسسوا حزبهم الخاص بهم و الذي يعبّر عن طموحاتهم و تطلعاتهم , من باب الفضفضة الحكومية الزائدة و المقصودة في حرية التعبير و المشاركة السياسية لجميع المواطنين .
و ماذا بعد ... ستكون هنالك حقوقاً مكتسبة لن يتنازل عنها مكتسبيها بسهولة كما يعتقد مشرعنا , عندما يقرر تغيير قواعد لعبة شطرنجه التي بدأهاو ملك مفاتيحها .
لا يا مشرعنا الوقور ... لن يكون الأمر سهلاً عليك البتّة لمعالجة أزمة الفوضى السياسية التي إختلقتها لنفسك و لمجتمعنا , فالمجتمع بات أكثر تعطّشاً للمشاركة السياسية حتى و لو كانت من خلال تأسيس الدكاكين و الأكشاك الحزبية .
أتمنى صدقاً و لحين عدول المشرّع الأردني عن رأيه , و قبل فوات الأوان , أن لا يشهد مجتمعنا ولادة أحزاب تجارية تبيعنا و تشتري منّا الأفكار المعلّبة , أو نشهد نشوء أحزاب خاصة لعاملات الأندية الليلية , قد يخرجن يوماً في مسيرة تطالب بإنصافهّن , كما فعلت زميلاتهم يوماَ ما في الجارة العدوة إسرائيل عندما تظاهرن ضد السماح بإستقدام العاهرات من روسيا .