السائح السوري و اللاجىء الاردني
غاندي ابو شرار
اتعاطف جداً مع اشقائنا اللاجئيين السوريين بقدر تعاطفي مع واقع معيشة مواطنينا الذين لا ينعمون الا بحق واحد كفله لهم الدستور ... ألا و هو نعمة الامن و الامان .
و بعيدا عن اسباب اللجوء و ابعاده فلقد لفت نظري واقع اكاد اصفه بالمتناقض المتشوه , حين انظر الى حال اشقائنا اللاجئيين السوريين - فرج الله محنتهم و اعادهم سالمين - الذين يعيشون بين ظهرانينا و بين حال اغلب شرائح مجتمعنا الاردني و شعبه العظيم فيستقيم الحال بالنسبة لاغلبنا و هو يواجه أشد غربة داخل الوطن.
حال اللاجىء السوري اقرب ما يمكن وصفه بالسائح المكرم , المعزز بالنسبة لتوصيف حال و و اقع المواطن الاردني الاشبه بحال اللاجىء داخل وطنه مع علمي بمدى قساوة الحياة و مرارة الغربة و ترك الاوطان لأغلبهم
فالأهلة الحمراء الاسلامية في قطر و السعودية و تركيا و الامارات تكفلت مشكورة بدفع ايجارات المنازل التي يقطنها اشقائنا السوريين و التي وصل ايجار ما كان لا يصلح منها للسكن ذات يوم الى مستوى مرتفع جدا , ما كان ليحلم صاحبه به من ايجار .. 200,300,400 دينار شهري .
سوق العمل بات مفتوح و مشرع بدون رقيب او حسيب و طبعا العمالة السورية مفضلة لانها اكثر كفاءة و مهارة و بالطبع اقل راتبا .
مؤن شهرية توزع من الدول الاسلامية و من مفوضية شئون اللاجئيين تدفع اغلب اشقائنا السوريين لبيع كوبوناتها مقابل الحصول على سيولة مادية .
ابواب السفارات فتحت ابوابها لاستقبال طلبات اللجوء الانساني و السياسي
و بعد
فعندما يعجز المواطن العادي عن دفع مثل قيم ايجارات المنازل تلك بينما يجد اللاجىء السوري قادر على دفع ذلك , فالواقع يكون مشوها و متناقضا بكل تاكيد .
و عندما يجد المواطن الاردني مزاحمة من اللاجىء السوري له في سوق العمل فالواقع ينبىء بانه مليء بالمتناقضات .
و عندما يرى المواطن الاردني ان الكوبونات و الدعم تصرف لللاجىء السوري بينما تقوم حكومتنا بمنع الدعم عن بعض الاسر الفقيرة , يتاكد فعلا بان الواقع ليس مشوها و مليئا بالمتناقضات .
و بعد ... ليس للمواطن الاردني اللئيم ان يشكو مطلقا و ينبغي عليه السكوت , طالما انه يعيش في نعمة الامن و الامان و لا ينبغي له ان يتشاكى .
تابعو الأردن 24 على 
