jo24_banner
jo24_banner

هل كنت تعلم ذلك حول غزة ؟

غاندي ابو شرار
جو 24 :

قد لا يعلم الكثيرون منا نحن معشر المسلمين و العرب عن ذلك القطاع و أهله إلا أنهم جزء محاصر من الشعب الفلسطيني , يعيشون داخل سجن طبيعي يوصف بأنه الأكبر في العالم , و أن قدرهم المحتوم ساقهم ليتعرضوا بين كل فترة و فترة لعدوان اسرائيلي غاشم و بربري يزداد قساوة و همجية في كل مرة , و من كان يعلم منا أنه سيضيف بكل تأكيد بضعة أرقام و إحصائيات عن القطاع , و أن لاجئيه المنتشرين في الدول العربية يتعرضون للتهميش الواضح في منح الحقوق المدنية .
أضاف لي دكتور و باحث أكاديمي فلسطيني معروف معلومة قيّمة حول قطاع غزة كنت أجهلها بالمرة , حين قال : أن أهل غزة تعرضوا في زمن السلطان العادل نور الدين زنكي إلى حصار شديد نفذه وزيران ( فاطميان ) يدعيان " ضرغام " و " شاور" كانا يعملان لصالح الصليبيين بدون علم السلطان, و أن هذا الحصار دفع بأهالي غزة لأكل القطط و الكلاب لفترة من الزمن , و إنتهى الحصار بعد علم السلطان نور الدين زنكي به , الذي جيّش له الجنود و العتاد لفكه و القضاء على الخونة من الموالين للدولة الفاطمية .
أحد الأصدقاء المتخصصين في علم الإجتماع أضاف لي معلومات قيمة حين بادرني بالإجابة على سؤال حول طبيعة و خصائص أهل القطاع , قائلاً لي : أن البيئة الطبيعية الصعبة و الظروف السياسية السلبية التي يعيشها أبناء القطاع و على مر التاريخ تعلب دوراً بارزاً في رسم شخصية أبناء القطاع و أجياله اللاحقة مع مرور الزمن , و التي تفرض عليهم شرب مياه البحر المالحة أحياناً كثيرة , كما أن تضاريسها الجافة نسبياً و موقعها الجيو- سياسي , الذي أصبح نقمة لا نعمة , كل ذلك ساهم في رسم ملامح شخصية الإنسان الغزّي مع مرور الزمن , و ساهمت المتغيرات السياسية و الإحتلال العسكري الإسرائيلي للقطاع و عدوانه المتكرر كل بضعة سنين في صقل شخصيتهم لا في القضاء عليهم , و ترك بصمة واضحة على سلوكهم و صفاتهم التي باتت تمّيزهم و يتميزون بها عن باقي المجتمعات العربية .
فقوة الشخصية و التحمّل و شرب ماء البحر و سماع أصوات الصواريخ و الطائرات و رؤية مشاهد القتل و الدمار و الحصار الإقتصادي الخانق و الفقر المدقع , كل ذلك و الذي أصبح بحكم العادة لديهم و بات يسري في عروقوهم مجرى الدم فيه , خلق ظاهرة تستحق الدراسة و الثناء معاً حين دعتهم تلك الظروف و المتغيرات و العادات المكتسبة إلى الإندفاع المذهل نحو التعليم إعتقاداً منهم أنه سبيل الخلاص الوحيد من المعاناة ( أعلى نسبة تعليم في العالم العربي ) , و أبرز لديهم نزعة دينية عارمة و خلق منهم أيضاً قوة اقتصادية مذهلة غير مستغلة خصوصاً في الأردن , فتلك الظروف التي يمر بها إنسان القطاع ساهمت في خلق حالة خاصة لديه لتكوين الذات تكاد تكون ضعفي تلك الحالة الموجودة لدى الانسان العادي المستقر , و هذا ما يفسر النجاح المذهل لأبناء القطاع و عائلاته حينما يتمتعون بالإستقرار , خصوصاً في دول الخليج العربي و هذا ما يفسر أيضاً نجاح الشباب الغزيين في اوروبا .
نضيف هذه المعلومات القيمة الى المعلومة التاريخية التي أخبرنا بها القرآن الكريم حول جبروت هؤلاء القوم و أنه ما كان للنبي موسى عليه الصلاة و السلام مطلقاً ان يعبر بالعبرانيين الى غزة , لولا تأييد الله و مساعدته لموسى و قومه , لنقف عند حقيقة تاريخية , تأبى أن تُمحى بأن ذلك القطاع و أهله صامدون و سيصمدون إلى ما شاء الله .
مثل هؤلاء القوم ... لا يندثرون أبداً , بل يتوارثون جينات خاصة تمكنهم من الصمود و الشموخ مع كل جنين يُولد , فبوجود مثلهم لم يعد لدي شك مطلقاً بأن الإسلام إفتخر بهم ... لا بما نحن عليه من إفتخارنا بالإسلام ... فللّه درك يا غزة ....

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير