حزب الخضر الاردني والنوع الاخر من التحدي
عندما نتحدث عن وجود حزب الخضر الاردني , فإننا لا نتحدث عن مجرد وجود حزب سياسي جديد قد يضاف إلى قائمة الاحزاب السياسية الموجودة لدينا ليصبح ترتيبه الخامس و الثلاثين او السادس و الثلاثين أو اي كان .
و لا نتحدث على تاكيد حق المواطن الاردني في المشاركة السياسية و الانتماء الحزبي ...
و لا نتحدث عن موقف حزبي للخضر سيكون في صف المعارضة النموذجية و البناءة او في صف آخر ....
لعل الموضوع كبير و اكبر من ان يناط بحزب الخضر الاردني مثل هذا الدور التقليدي و الافتراضي كما نعتقد .
اننا نتحدث عن سياسة خضراء بمفاهيم تطبيقية و علمية في غاية الضخامة تتطلب تأسيساً مضنياً لهذا الفكر و هذا المذهب السياسي الجديد في الاردن .
نتحدث عن برامج و مناهج و دراسات و ابحاث و مشاريع خضراء ينبغي لها ان تكون قابلة للتطبيق , نتحدث عن علاقة تعاون و عمل مشتركة ما بين الاسرة و المدرسة و التشريعات و المؤسسات الحكومية , نتحدث عن سلوكيات اجتماعية و فردية بقدر ما نتحدث عن مواقف و اراء سياسية , نتحدث عن قيادات حزبية خضراء فاعلة و ملمة بابجديات و مفاهيم السياسة الخضراء .
الامر لا يقتصر على نشطاء حزبين او سياسيين او اجتماعيين كما نعتقد و إلا فسيكون الحزب مجرد مسمى , و انما يعتمد على حركة نشطة تتظافر و تجتمع من خلالها جهود النشطاء و الجميعات و المؤسسات البيئية و الاقتصادية معهم .
ان الامر في غاية الصعوبة , و لكنه ليس بالمستحيل , و نحن نتطلع الى ترسيخ مفاهيم السياسة الخضراء في الاردن كمذهب سياسي مستقبل ... و ان كانت اتجاهاته السياسية تميل الى اليسار الاجتماعي ... فننا سنجد انفسنا في نهاية المطاف ام تحدي كبير يتمثل في تحديد القيمة المضافة للمجتمع الاردني من وجود حزب الخضر الاردني .
إن نشطاء البيئة و مناصري قضاياها مطالبون بالاندماج و العمل و المشاركة في إستقبال هذا الضيف الجديد المكنى تسميةً بالحزب و البيئي الاخضر من حيث النوع , و السياسي الاخضر من حيث التوجه , فهم من سيقودون هذا الحزب بفكرهم و دراساتهم و اعمالهم ليترجموها الى فوائد ملموسة يتلمسها المجتمع الاردني .
و ينبغي لحزب الخضر الاردني و هو يتحدث عن مهمة كبيرة جدا يحملها , سيكون عنوانها " أردن اخضر " , ان يعمل على بناء و تأهيل القيادات الحزبية الخضراء المتخصصة لتكون فاعلة و ملمة بالسياسة الخضراء و ابجدياتها من خلال الابتعاث لدورات متخصصة في بعض الدول الغربية مثل المانيا و النمسا و كندا , للإطلاع على تجارب العمل المتخصصة لتلك الدول التي سبقتنا في التطبيق و المفهوم , و ايضا العمل المستمر نحو استضافة خبراء السياسة الخضراء الغربيين لديه في الاردن لتقديم الدورات و استعراض التجارب الخاصة في بلدانهم .
و إن لم تسنح ظروف الاندماج او المشاركة للنشطاء البيئيين و الجميعات المعنية في مهمة تأسيس الحزب نظرا لما قد يشوب المواقف و الاراء من تباين و اختلافات كما حدث في تجربتنا السباقة , إلا انهم سيكونوا قادة الحزب و مفكريه و من اعمدته الرئيسية حتى و إن كان بعد إشهاره إن شاء الله .
هذه دعوة مفتوحة لجميع الاختصاصيين و المثقفين و العاملين في السياسة الخضراء من نشطاء و جميعات و مفكرين و مهتمين للمشاركة في بناء هذا الحزب و في ترسيخ مفهوم السياسة الخضراء في الاردن و لتحويل الاردن فعلا لا قولا الى اخضرخلال مدة زمنية محددة .
إن حزب الخضر الاردني يواجه نوع أخر من التحدي ... يتطلب مساعدة الجميع