لمن الغلبة؟
د. ايوب ابو دية
جو 24 : نشرت "الرأي" الاثنين الموافق 1-9-2014 تصريحا لرئيس هيئة الطاقة الذرية تم تداوله عبر وكالة بترا للأخبار ومفاده ان الوقود الاحفوري غير متوفر في الأردن! ومنذ ذاك التاريخ وأنا أحاول مع الرأي لنشرها ولم تستجب. والحمدلله على وجود هذه المنابر الوطنية التي تنفس عن صدورنا الكبت الذي تمارسه الصحف الرسمية!
إذ نذكر الجميع أن الأردن رابع أغنى دولة في العالم بالصخر الزيتي وهو وقود احفوري ونفط خالص ومعه شهادات تثبت شرعيته من مختبرات العالم أجمع. فكيف ينشر صحفيون هذا الكلام غير العلمي؟
وعندما يدّعي الدكتور طوقان كذلك أن الطاقة النووية لا تلوث الجو بأكاسيد الكربون والنيتروجين لسنوات قادمة مقارنة بباقي مصادر الطاقة، يرد عليه الباحثان الألمانيان المتخصصان لومن وسميث بالقول إنه عند وجود أكسيد اليورانيوم الخام U3O8 بنسبة تركيز قليلة، أي 0.1 %، مثلاً، وهي تقابل ألف جزء بالمليون، فإن المفاعل النووي ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة أقل من محطة توليد كهرباء تعمل على الغاز وتنتج كمية الطاقة نفسها من الكهرباء، وذلك بفعل التلويث العظيم الناجم عن تعدين اليورانيوم وطحنه وتصنيعه وتخصيبه ليصبح من ثم وقوداً نووياً للمحطة النووية، كذلك بفعل بناء المفاعل نفسه وما تنفث نشاطات البناء المتنوعة وتصنيع مواد البناء من غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات. ولكن إذا تدنت النسبة عن ذلك (أي عن ألف جزء بالمليون)، وعند توافر خامات فقيرة بأكسيد اليورانيوم، فإن المفاعل النووي يكون قد أنتج كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون خلال مراحل تصنيع الوقود النووي وبناء المنشآت المرتبطة به بما يساوي ما تنتجه محطات توليد الكهرباء التقليدية التي تعمل على الوقود الأحفوري أو أكثر.
وهذا يسقط مقولة أن الطاقة النووية طاقة نظيفة وذلك في حال الخامات الفقيرة؛ ولما كانت الخامات الجيدة سوف تنفذ قريباً من العالم ( ربما باستثناء كندا) فإننا نستطيع القول إن الطاقة النووية باتت ملوثا كبيرا للبيئة. وفي حال الأردن بخاصة حيث تركيز الخامات لا تتجاوز مئة جزء بالمليون فالتلويث عظيم ولا يمكن مقارنته بأسوأ أنواع الوقود الأحفوري، علماُ بأن التلويث من الغازات غير المشعة يشكل همّا ثانوياً عندما تعمل المحطات النووية وبخاصة لأنها تطلق غازات مؤينة وعناصر مشعة باستمرار خلال عملها طبيعية. وإذا تعرضت لكارثة فإن التلويث هو مصير هذه البلاد والعباد!
والدليل على تلويث البيئة الطبيعية والمياه الجوفية واضح من حجم الأضرار الناجمة عن التعدين في بلادنا، وبخاصة الفوسفات، فمن يستطيع القول ان منطقة الرصيفة ليست منطقة كوارث بيئية؟ ومن يستطيع القول ان مناجم الفوسفات على الطريق الى معان ليست مناطق منكوبة بالأغبرة والجبال الاصطناعية من التربة الملوثة؟
ولتبرير المفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا يستشهد رئيس الهيئة بعدد 240 مفاعل نووي بحثي في 56 دولة! ونقول: هناك 4 مفاعلات بحثية فقط تم بناؤها في العالم في السنوات الخمس عشرة الماضية، وهناك 70 مفاعلا آخر يتراوح عمرها بين 15-30 عاما. أما الباقي فهي على وشك الإغلاق والتفكيك، منها 127 مفاعلا يتراوح عمرها بين 41-50 عاما. أليس واضحا اذا أن العالم كان يبني المفاعلات النووية في سياق صعود هذه التكنولوجيا لتطويرها منذ خمسينيات القرن الماضي ولكنه لم يعد بحاجة إليها اليوم إلا في الدول المتخلفة ولأسباب مختلفة قد تكون للمباهاة أو للتهديد الأمني!
وأخيرا يتهم التقرير المعارضين للمشروع النووي أنهم قلة، وهذا ما نعتز به ونفتخر لأن القلة هي التي تبدأ التغيير وتقود التنوير وتكشف عن الحقائق، فهل كان أتباع الأنبياء في بداية الدعوة قلة أم كثرة ؟ ولمن كان النصر في معركة بدر، للقلة أم للكثرة؟ ولمن كانت الغلبة عندما صرح كوبرنيق بمركزية الشمس وآمن بها جوردانو برنو حتى النهاية ودافع عنها غاليليو، أم للكنيسة؟ وهل كانت الغلبة لهؤلاء القلة القليلة من العلماء أم للأكثرية التي كانت تعتقد أن الأرض هي مركز مجموعتنا الشمسية وأن الشمس تدور حولها؟
وأخيرا نأمل من الصحفيين أن يتحققوا من التصريحات التي ينقلوها قبل نشرها، بل نعتقد أن مستقبل تدريس مهنة الصحافة يجب أن يتطور بحيث يندرج ضمن تخصصات علمية ودراسات مقارنة؛ فمن ليست لديه أي خلفية علمية لا يحق له تحرير أخبار تحتاج الى حد أدنى من المعرفة العلمية! كذلك الحال في الشؤون الأخرى سياسية كانت أم دينية!
إذ نذكر الجميع أن الأردن رابع أغنى دولة في العالم بالصخر الزيتي وهو وقود احفوري ونفط خالص ومعه شهادات تثبت شرعيته من مختبرات العالم أجمع. فكيف ينشر صحفيون هذا الكلام غير العلمي؟
وعندما يدّعي الدكتور طوقان كذلك أن الطاقة النووية لا تلوث الجو بأكاسيد الكربون والنيتروجين لسنوات قادمة مقارنة بباقي مصادر الطاقة، يرد عليه الباحثان الألمانيان المتخصصان لومن وسميث بالقول إنه عند وجود أكسيد اليورانيوم الخام U3O8 بنسبة تركيز قليلة، أي 0.1 %، مثلاً، وهي تقابل ألف جزء بالمليون، فإن المفاعل النووي ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة أقل من محطة توليد كهرباء تعمل على الغاز وتنتج كمية الطاقة نفسها من الكهرباء، وذلك بفعل التلويث العظيم الناجم عن تعدين اليورانيوم وطحنه وتصنيعه وتخصيبه ليصبح من ثم وقوداً نووياً للمحطة النووية، كذلك بفعل بناء المفاعل نفسه وما تنفث نشاطات البناء المتنوعة وتصنيع مواد البناء من غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات. ولكن إذا تدنت النسبة عن ذلك (أي عن ألف جزء بالمليون)، وعند توافر خامات فقيرة بأكسيد اليورانيوم، فإن المفاعل النووي يكون قد أنتج كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون خلال مراحل تصنيع الوقود النووي وبناء المنشآت المرتبطة به بما يساوي ما تنتجه محطات توليد الكهرباء التقليدية التي تعمل على الوقود الأحفوري أو أكثر.
وهذا يسقط مقولة أن الطاقة النووية طاقة نظيفة وذلك في حال الخامات الفقيرة؛ ولما كانت الخامات الجيدة سوف تنفذ قريباً من العالم ( ربما باستثناء كندا) فإننا نستطيع القول إن الطاقة النووية باتت ملوثا كبيرا للبيئة. وفي حال الأردن بخاصة حيث تركيز الخامات لا تتجاوز مئة جزء بالمليون فالتلويث عظيم ولا يمكن مقارنته بأسوأ أنواع الوقود الأحفوري، علماُ بأن التلويث من الغازات غير المشعة يشكل همّا ثانوياً عندما تعمل المحطات النووية وبخاصة لأنها تطلق غازات مؤينة وعناصر مشعة باستمرار خلال عملها طبيعية. وإذا تعرضت لكارثة فإن التلويث هو مصير هذه البلاد والعباد!
والدليل على تلويث البيئة الطبيعية والمياه الجوفية واضح من حجم الأضرار الناجمة عن التعدين في بلادنا، وبخاصة الفوسفات، فمن يستطيع القول ان منطقة الرصيفة ليست منطقة كوارث بيئية؟ ومن يستطيع القول ان مناجم الفوسفات على الطريق الى معان ليست مناطق منكوبة بالأغبرة والجبال الاصطناعية من التربة الملوثة؟
ولتبرير المفاعل البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا يستشهد رئيس الهيئة بعدد 240 مفاعل نووي بحثي في 56 دولة! ونقول: هناك 4 مفاعلات بحثية فقط تم بناؤها في العالم في السنوات الخمس عشرة الماضية، وهناك 70 مفاعلا آخر يتراوح عمرها بين 15-30 عاما. أما الباقي فهي على وشك الإغلاق والتفكيك، منها 127 مفاعلا يتراوح عمرها بين 41-50 عاما. أليس واضحا اذا أن العالم كان يبني المفاعلات النووية في سياق صعود هذه التكنولوجيا لتطويرها منذ خمسينيات القرن الماضي ولكنه لم يعد بحاجة إليها اليوم إلا في الدول المتخلفة ولأسباب مختلفة قد تكون للمباهاة أو للتهديد الأمني!
وأخيرا يتهم التقرير المعارضين للمشروع النووي أنهم قلة، وهذا ما نعتز به ونفتخر لأن القلة هي التي تبدأ التغيير وتقود التنوير وتكشف عن الحقائق، فهل كان أتباع الأنبياء في بداية الدعوة قلة أم كثرة ؟ ولمن كان النصر في معركة بدر، للقلة أم للكثرة؟ ولمن كانت الغلبة عندما صرح كوبرنيق بمركزية الشمس وآمن بها جوردانو برنو حتى النهاية ودافع عنها غاليليو، أم للكنيسة؟ وهل كانت الغلبة لهؤلاء القلة القليلة من العلماء أم للأكثرية التي كانت تعتقد أن الأرض هي مركز مجموعتنا الشمسية وأن الشمس تدور حولها؟
وأخيرا نأمل من الصحفيين أن يتحققوا من التصريحات التي ينقلوها قبل نشرها، بل نعتقد أن مستقبل تدريس مهنة الصحافة يجب أن يتطور بحيث يندرج ضمن تخصصات علمية ودراسات مقارنة؛ فمن ليست لديه أي خلفية علمية لا يحق له تحرير أخبار تحتاج الى حد أدنى من المعرفة العلمية! كذلك الحال في الشؤون الأخرى سياسية كانت أم دينية!