افق ايها الراعي من غفوتك
التحليق خارج اطار الزمان والمكان يجعلك تعيش الاحلام وما بين الواقع والحلم تترك فراغا كما هو حال النقاط ما بين جملة واخرى قطعت ليملأها غيرك وهذا الغيرك هو من يقرر لا انت من تقرر.
ما تبنيه قد يضيع وانت تحلق باحلام لا يشاركك بها الاخرون فالحلم ان كان شخصيا هو بالقطع غير حقيقي وان كان مشتركا فانه قد يتحقق والشخصي حلم من انواع احلام اليقظة.
هناك احلام لشعوب تحققت ولكن ما اتحدث عنه من احلام ليست احلام الشعوب بل احلام من لم يحلموا بقيادة الشعوب واصبحوا قادتها فمن يسعى للحقيقة بالحلم ليس كمن يأتيه الحلم دون حقائق وهو كمن يجد كيسا من المال على باب بيته وهذا الاخير هو من احلام اليقظة لكثيرين منا وهو ضمن المنطق من المستحيلات ولكن في غياب المنطق قد يتحقق.
هناك من اصبحوا قادة للشعوب في غياب المنطق وفي ظل غياب فهمنا الفلسفي للحياة والاهم من ذلك في ظل غياب العقول التي تخضع للتنويم المغاطيسي ولكن هناك من لا يدرك ان التنويم المغناطيسي ليس اسلوب او سلوك حياة بل هو حالة مؤقتة جدا ولا يمكن ان تنطبق على الجميع فهناك من لا يقبل بها حتى لو قبل بها الكثير من الناس او من لا يمكن تنويمه مغناطيسيا.
ليطمئنوا او بالاصح عليهم ان لا يطمئنوا فالتنويم المغناطيسي حسب تعريفه هو حالة ذهنية هادفة للاسترخاء ويكون التركيز الذهني فيها لأشياء لا تمت بالواقع ومن هنا فان الاسترخاء يجب ان يتبعه النشاط العقلي والذهني والجسدي فمن نوم مغناطيسيا واستلذ مع الجذب المغناطيسي لا بد ان يترك احدهما الاخر هو والمغناطيس ليعي حقيقة ما حوله.
قد يكون من يمارس التنويم المغناطيسي هو من يعيش حالة التنويم اكثر مِن مَن ينومهم وهنا نعتقد انه اكثر منهم حاجة الى ان يعي الواقع الذي يعيش لأن حالة التنويم انتهت من رعيته المنومة وعليه ان يصحو معهم فالراعي ان غفا على غفوة غنمه لا يضمن الامن له ولغنمه لكنه قد يقنع نفسه بالامان والحقيقة ان لا امان لك ان غفيت ولكن الامان هو بالله فقط.
افق ايها الراعي من غفوتك فرعيتك شبعت نوما وانت مستغرقا في سباتك وكأنه ابدي فأهل الكهف تبدلت دهورا وهم في غفوتهم وهم آية من آيات الله فلا تعتقد ايها الراعي ان الله سيجعل منك آية فالقرآن الكريم اكتمل في عهد نبينا العظيم.