نأسف لرعاية «زين» لـ «الصحفيين»
أسفت ُ جدا على نقابة الصحفيين ومجلسها العتيد قبول رعاية امسية رمضانية من قبل شركة زين.
فالنقابة ليست بحاجة الى رعايات اصلا لتسوق شركات على حسابها ولا اعتقد ان حوالي الف صحفي بحاجة لان تقدم لهم جميعهم شركة زين جهاز موبايل لا يتجاوز ثمنه الخمسين دينارا مع بطاقتي شحن لا يزيد ثمنهما عن العشرين دينارا.
اذن رعاية «زين» لأمسية وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ولاكثر من الف صحفي ومعهم مدراء كل الدوائر الاعلامية لم تكلفها مبلغ المائة دينار بأي حال من الاحوال.
كان من المفترض ان لا يعرض مجلس النقابة الرعاية اصلا حتى لو قدمت «زين» جهازا وخطا مجانيين لكل صحفي لانها لو قدمت مثل ذلك فانها قد ترد جزءا من الجميل للصحافة التي هي من قدمها وسوقها للجمهور خاصة وانها تجني مئات الملايين من الارباح.
علمت ان نقيب الصحفيين وعدد من اعضاء المجلس فوجئوا بما قامت به هذه الشركة وعبروا عن استيائهم من ذلك وكان من الافضل للشركة ان لا تقدم شيئا على ان تقدم شيئا (بسيطا) فالهدية دائما ينظر مقدمها الى نفسه قبل «لمن تقدم له» فان كان قادرا على تقديم الافضل عليه ان يقدمه وان كان غير قادر فبامكانه ان يعبر بكلام بدل تقديم مثل ما قدمت الشركة لانه افضل لها ان لا تقدم على ان تظهر نفسها بهذه الصورة خاصة وانها هي من تسعى لنقل صورتها من خلال الصحافة والاعلام.
على شركات الاتصالات ان تعمل على تغيير سياساتها بالتعاون مع الزبائن، لتكون واضحة وان لا تخضع لاساليب السمسرة، فالشركات المحترمة يجب ان تقدم عروضها وفق رؤيا ومنهج واضح ومقبول.
كان من الافضل لشركة زين، ان تدرك انها تتعامل مع وسط صحفي عليها ان تعكس ذلك في جميع اتفاقياتها مع الشركات وبخاصة المؤسسات الصحافية التي لا تزال تتقاضى منها اسعارا بنفس ما كانت عليه قبل عشر سنوات، رغم ان كل الاسعار اصبحت اقل حاليا، فالسعر السابق يعادل اربعة اضعاف الحالي من سعر الدقيقة.
على شركة زين وشركات الاتصالات مراجعة سياستها التسويقية حفاظا على كرامة الزبائن.
(الدستور)