ماراثون نفاق في واشنطن لكسب أصوات اليهود
الرئيس الأميركي باراك اوباما دخل مع منافسه او خصمه مرشح الحزب الجمهوري في ماراثون سباق على صعيد استجداء اصوات اليهود الاميركيين احتسابا ونفاقا..فعندما رأى خصمه الجمهوري يقوم بزيارة لاسرائيل ويعد حكومتها بمختلف اشكال وانواع الدعم المالي والسياسي والعسكري، سارع الى عقد صفقة - اتفاقية مع اسرائيل يقدم لها على اساسها عشرات الطائرات المقاتلة الحديثة ويعدها بادخالها عضوا في حلف «الناتو» وزيادة المساعدات المالية, والقائمة طويلة..
نحن نعرف منذ عقود ان اسرائيل ربيبة الولايات المتحدة الاميركية، وقبل ذلك ربيبة بريطانيا العظمى وفرنسا الكبرى وقد زرعت في قلب المنطقة العربية لتظل مصدر تهديد للامة العربية..ومصدر اضعاف بل ولضرب اي توجه عربي للوحدة وللتقدم والنهوض..
ان يتسابق المرشحان الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة لاسترضاء المنظمات الصهيونية واسرائيل بتقديم كل ما يغريها من اشكال الدعم الفلكي مقابل اصوات اليهود الاميركيين وعلى حساب مصالح الشعب الاميركي، فهذا امر مستهجن جدا..والذين قالوا سابقا ولاحقا ان اسرائيل بحكوماتها اليمينية العنصرية هي التي ترسم وتقرر السياسة الاميركية الشرق اوسطية قد صدقوا واصابوا عين الحقيقة..والا كيف تمتلك اسرائيل ترسانة نووية تهدد بها الامة العربية وتمتلك اسلحة حديثة تتفوق بها على الدول العربية مجتمعة.. في حين ان الادارات الاميركية المتعاقبة تصدت وتتصدى لاي دولة تحاول امتلاك هكذا اسلحة ولو بالقوة العسكرية..
اما على الصعيد السياسي، فان المجتمع الدولي باسره يلاحظ كيف تدافع الادارات الاميركية والعواصم الغربية الحليفة لها عن سياسة اسرائيل العدوانية بالمنطقة وتشهر»الفيتو» في وجه اي قرار دولي يدين سياسة التوسع الاستيطاني الاسرائيلية..
وقد لاحظت دول المعمورة كيف فرضت واشنطن الاتفاقات والمعاهدات التي ترضي اسرائيل وتكون في مصلحتها من خلال الضغوط..لذلك نرى كيف يجتاح القلق الحكومة والاحزاب الاسرائيلية جراء رحيل حسني مبارك عن سدة الحكم ومجيء محمد مرسي كانجاز من انجازات الربيع المصري..فوزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان يعبر عن خشيته من مراجعة الدولة المصرية لاتفاقات كامب ديفيد، مطالبا بالاستعداد والاعداد لمواجهة هكذا يوم..
ويدعو ليبرمان لاعادة النظر بالمعاهدات العربية - الاسرائيلية باعتبارها لم تحقق السلام بين الشعوب العربية واسرائيل..
ومطالبا بعقد معاهدات سلام مع الشعوب العربية وليس مع حكامها!
على اي حال ان ما تشهده المنطقة العربية من مخاضات وارهاصات ثورية لا بد وان تقلب او تغير معادلة ميزان القوى العربي - الاسرائيلي عاجلا او اجلا مهما حظيت اسرائيل باشكال الدعم الاميركي.. وستظل محرومة من سلام الشعوب العربية طالما انها لا تلتزم باستحقاقات السلام العادل..
(الراي)