jo24_banner
jo24_banner

هل المفاوضات في عهد جوبايدن تنجز "حل الدولتين"؟!

سلامة العكور
جو 24 :



الجديد البارز في المشهد الفلسطيني الراهن في الضفة الغربية وقطاع غزة هو توافق الفصائل والأحزاب الفلسطينية باستثناء حركة الجهاد الاسلامي على إجراء انتخابات المجلس التشريعي ثم الانتخابات الرئاسية لتجديد الإعلان عن قيادة شرعية تتولى مهمة تمثيل الشعب العربي الفلسطيني وهو يخوض غمار " مقاومته الشعبية " استعدادا لمواجهة تداعيات فوز الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن وهزيمة دونالد ترامب الذي منح القدس الشرقية والجولان السورية لإسرائيل ..ليلمع إثر ذلك وهج استعداد ملح لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس ..واستعدادا للموافقة على استئناف جهود السلام وفقا لاتفاق " موسكو ـ واشنطن " قبل أسابيع ومن خلال اللجنة الرباعية والمفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية المباشرة ..وهذا الإتفاق الروسي ـ الامريكي يعتبر من تداعيات فوز الرئيس جو بايدن الذي يبدي اهتماما لفظيا فقط باستقرار وأمن المنطقة .. وهكذا مفاوضات بإشراف اللجنة الرباعية كانت قد استمرت حوالي ثلاثة عقود ولم تنجز شيئا في صالح القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ..وحتى لا نغمطها ولا نبخسها حقها يجب القول أنها أنجزت اتفاقات "اوسلو" التي مكنت اسرائيل من إجهاض انتفاضتين باسلتين اضطرت واشنطن وتل أبيب بفضل فعلهما للإعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وسعتا لإجراء مفاوضات معها ..واتفاقات "اوسلو"قد هيأت لإسرائيل الظروف والمعطيات الملائمة لقضم أراضي واسعة من الضفة الغربية والقدس اتلشرقية ..ودفعت الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب لمنح القدس الشريف والجولان السورية لاسرائيل ..وعلى امتداد عمر اتفاقات "اوسلو"قتلت اسرائيل واعتقلت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد ..وهدمت منازل آلاف العائلات الفلسطينية ونكلت ولا تزال بالأسرى الفلسطينيين ..والتنسيق الأمني قد فعل فعله في تمكين اسرائيل من إجهاض جذوات ثورة أو انتفاضة ثالثة تخلخل وتزعزع الأمن الاسرائيلي وتروع سكان المستوطنات وتدفعهم لمغادرة كل فلسطين المحتلة ..

وأجزم أن استئناف هكذا مفاوضات فلسطينية ـ اسرائيلية بإشراف اللجنة الرباعية التي موسكو وواشنطن أبرز مكوناتها لن تنجز شيئا في صالح القضية الفلسطينية ولو استمرت عقودا طويلة أخرى ..

إن فوز الرئيس جوبايدن قد يكون قد شجع الرئيس الروسي بوتين للإضطلاع لروسيا بدور في المنطقة ..وقد تنشط روسيا بوتين بدور ما على صعيد إنهاء الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي ..يؤكد ذلك دعوة روسيا لقادة فصائل فلسطينية لموسكو ..وإظهار حرص موسكو على تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس ..لا سيما وأن البيت الأبيض بعد تسلم الرئيس بايدن لمهامه الدستورية قد أصدر وثيقة تحت اسم " استراتيجية الأمن القومي المؤقتة " والتي تقول أن على الولايات المتحدة أن تشق طريقا جديدا لمواجهة التحديات التي تواجهها وهي كثيرة وخطيرة ..مشيرا إلى طريق الدبلوماسية ..وتقول الوثيقة على الصعيد الدولي أن المخاطر التي تواجهها أمريكا لا تعرف حدودا وتجب مواجهتها بجهود مشتركة مع دول أخرى لها مصلحة في ذلك ..والكلام عن الجهود المشتركة لفظي فقط ..حيث تراجعت إدارة بايدن عن المواجهة المشتركة وراحت تركز على الخطر الروسي والصيني وغيره من دول أخرى تعتبرها شمولية مثل ايران وكوريا الشمالية وفنزويلا ..أي أنه لاجديد في السياسة الامريكية في عهد جو بايدن حتى الآن ..فلا تغيير مهما يمكن أن يحقق انفراجا واستقرارا في العلاقات الدولية وبخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ..ولا تزال الولايات المتحدة تنفق حوالي "750" مليار دولار سنويا تشمل ألف قاعدة عسكرية في طول وعرض هذا الكوكب ..

في ضوء ما سلف فلا رهان جديا على دور أمريكي جديد يعترف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ويدفع باتجاه إنهاء الصراع بالمنطقة في صالح القضية الفلسطينية ولو بالحد الأدنى ..وعلى الرغم من اعتراف وثيقة البيت الأبيض بتغير موازين القوى في العالم وعلى واشنطن الإبتعاد عن إقامة أحلاف في المنطقة ..إلا أنها أي واشنطن ما انفكت تدعو لقيام حلف بين اسرائيل ودول التطبيع العربية وبقيادة اسرائيل ..كاتفاق "ابرام " مثلا ..وقد صرح رئيس الاركان الاسرائيلي "كوخافي " أن اسرائيل ستنشئ حلفا يشمل اليونان وقبرص ودول التطبيع العربية !!..وهنا يجب القول : صحيح أن الرئيس جو بايدن قد قال كلاما معارضا " لصفقة القرن "وكلاما في صالح " حل الدولتين " إلا أن الوقائع على الأرض تقول أنه لا زال يترك لإسرائيل حرية اتخاذ الموقف من "حل الدولتين "..باختصار شديد فلا جديد في المنطقة يعتبر عمليا وموضوعيا في صالح إنهاء الصراع مع اسرائيل لصالح القضية الفلسطينية ..فأي مفاوضات جديدة مع اسرائيل لن تحقق للشعب الفلسطيني ولو الحد الأدنى من حقوقه المشروعة ..كما يزعم دعاة المفاوضات ..

ويظل الرهان الحقيقي هو رهان طلائع الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الفاعلة على محور المقاومة العربية والاسلامية ليس إلا ..فالمقاومة العربية والاسلامية تعتمد على قدراتها الكفاحية وهي تشن كافة أشكال النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني وهي تستمد ارادتها من إرادة الشعب الفلسطيني الذي لن يتنازل عن حقه في فلسطين من النهر إلى البحر ..
 
تابعو الأردن 24 على google news