ضم الضفة الغربية لإسرائيل.. تنفيذ لصفقة القرن لا تستطيع واشنطن فرضه
سلامة العكور
جو 24 :
أثارت تصريحات نتنياهو حالات جدل واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية الرسمية والشعبية، فالبعض شكك في جدية هذه التصريحات، والبعض الآخر اعتبرها جدية ومدروسة وقيد التنفيذ في الوقت المناسب، وعندما تبين بوضوح شديد أنها جدية حقا صدرت ردود أفعال عربية رسمية متباينة بعضها مريب ومثير للقلق والمخاوف.
أهم ردود الفعل الجادة صدرت عن القيادة الأردنية، عندما حذرت عمان حكومة تل أبيب بأنه سيكون للأردن موقف صادم إذا ما أقدمت اسرائيل على ضم أجزاء من الضفة الغربية، ثم لوح الأردن بإلغاء اتفاقية "وادي عربة" لأن اسرائيل اختارت الصراع بدل السلام، أما الشعب الاردني فقد كان موقفه حازما وحاسما في الرد على ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، حيث اعتبر اتفاقية "وادي عربة" لاغية ومنتهية، والعودة بالصراع مع اسرائيل إلى المربع الأول. وكذلك كان موقف الشعب الفلسطيني في التأكيد على إلغاء اتفاق "أوسلو" وتحميل اسرائيل مسؤولية احتلالها للأراضي الفلسطينية، وقد ظهر ردّ الفعل الفلسطيني مدويا باندلاع التظاهرات وعمليات المواجهة مع الإحتلال في المدن والقرى الفلسطينية، وبالإصرار على مواصلة جميع أشكال النضال حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
أما ردود فعل الدول العربية رسميا فقد راوحت بين التواطؤ المتعمد وبين صمت العاجز وبين الكلام الخجول، وجاء بيان جامعة الدول العربية رخوا ومخيبا للآمال.
وعلى الصعيد الدولي، رفضت هولندا والاتحاد الأوروبي ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، وثمة معلومات تشير إلى أن غالبية دول العالم ترفض ضم الضفة الغربية لإسرائيل، أما في اسرائيل فقد صدرت عن مسؤولين سياسيين وعسكريين تصريحات استفزازية للأردن بصورة خاصة، منها أن اعلاميا اسرائيليا جبانا قد سخر من الموقف الأردني واستهان بقدرة الجيش العربي المصطفوي على القيام بدوره في ردع اسرائيل وحماية حدود وحمى الأردن وشعبه الأبي، حيث قال: أنه بدبابتين اثنتين قادر على اختراق الأردن والتجول في عاصمته وتناول الطعام في لبنان سناك في عبدون خلال ثلاث ساعات فقط! وهذا الكلام الأجوف والذي يدل على جهل وسذاجة وابتذال ذلك الصهيوني نترفع عن الرد عليه لقد ضحكنا على سذاجة وجهل وعدم دراية وعمى بصيرة ذلك الغر.
أما تصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول اعتبار الاردن وطنا بديلا وحول ضم غور الاردن وشمال البحر الميت وحول نواياهم بإجراء عمليات "ترانسفير" لفلسطيني الضفة الغربية، فهي تصريحات فارغة ووقحة وفيها من الغطرسة وعنجهية القيادة الاسرائيلية الشيءالكثير، ويبدو أن القيادة الاسرائيلية غافلة ولا تدري كم هي الأوراق القوية والرابحة التي يمتلكها الاردن في مواجهة إجراءات اسرائيل الاستفزازية.
وكان على الاسرائيليين جميعا قادة وافرادا ان يتذكروا بسالة الجيش الاردني في معركة الكرامة، وكيف دحر قواتهم بالتعاون مع الفدائيين الفلسطينين حتى اخر جندي، حيث غادروا مهزومين مهرولين ويجتاحهم الرعب والهلع الشديدين.
الاردن يا انذال له جيش باسل يتمتع بقدرات قتالية مشهودة، وللقوات الاسرائيلية خبرة بما يتحلى به الجيش الاردني المصطفوي من قدرة على الردع وحماية حمى الوطن.
على قادة اسرائيل ان يدركوا ان الاردن في مواجهته لاي عدوان اسرائيلي لن يكون وحيدا، فإن تواطأ أعراب من الخليج مع اسرائيل واستنكفوا عن دعمه، فإن المقاومة العربية والاسلامية بدءا من ايران فالعراق فلبنان فسوريا فقطاع غزة، على كامل جهوزيتها بانتظار ساعة اندلاع اي حرب عدوانية اسرائيلية على اي بلد عربي، وهنا يتجلى الرهان المرعب في الاوساط الاقليمية والدولية على احتمال بقاء اسرائيل او شطبها وازالتها من على خارطة الجغرافيا الفلسطينية والعربية.
أما مناشدة مجلس الامن والمجتمع الدولي لوقف قرار الضم لن يجدي فتيلا؛ مجلس الامن اداة بيد امريكا المنحازة بالمطلق لاسرائيل.
بطبيعة الحال إن ضم أجزاء من الضفة الغربية أو ضمها كلها هو خطوة واسعة من خطوات تنفيذ صفقة القرن التي لن تستطيع اسرائيل ولا ادارة ترامب من ورائها فرضها على الشعبين الفلسطيني والاردني تدعمهما المقاومة العربية والاسلامية، لذلك فإن على حكومة نتنياهو أن تعد للمليون قبل أن تقدم على حماقتها في ضم ولو شبر واحد من الضفة الغربية..