الرئيس ترامب يقتل شعبه..
سلامة العكور
جو 24 :
دأبت الإدارات الامريكية على معاداة الأمة العربية وشنت أشكال العدوان العسكري والسياسي والإقتصادي والثقافي على الدول العربية التي تعارض سياساتها الاستعمارية البغيضة ولا تلبي "فرماناتها" ولا تسمح باستباحة سيادتها على أراضيها وأجوائها ومياهها الاقليمية، وترفض زرع قواعد امريكية فيها، فلا هدف للإدارات الامريكية سوى ثروات ومقدرات هذه الدول وفرض عقوبات اقتصادية وتجارية وأمنية عليها وعلى قادتها والمسؤولين فيها.
دأبت الإدارات الامريكية على معاداة الأمة العربية وشنت أشكال العدوان العسكري والسياسي والإقتصادي والثقافي على الدول العربية التي تعارض سياساتها الاستعمارية البغيضة ولا تلبي "فرماناتها" ولا تسمح باستباحة سيادتها على أراضيها وأجوائها ومياهها الاقليمية، وترفض زرع قواعد امريكية فيها، فلا هدف للإدارات الامريكية سوى ثروات ومقدرات هذه الدول وفرض عقوبات اقتصادية وتجارية وأمنية عليها وعلى قادتها والمسؤولين فيها.
وقد مارست تلك الادارات سياسات عدوانية ضد نظام جمال عبد الناصر في أواخر الستينيات وفي السبعينيات من القرن الماضي، وشجعت اسرائيل على شن عدوان 5حزيران 1967م على كل من مصر وسورية والأردن، فاحتلت صحراء سيناء حتى قناة السويس، واحتلت الجولان السورية والضفة الغربية من الأردن، وكانت قد شنت مع بريطانيا وفرنسا العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م لاستعادة قناة السويس التي أممها عبد الناصر، وذريعتها في ذلك أن عبد الناصر يقتل شعبه ويضطهده وينكل به، وأنها ستعمل على إسقاط نظامه وتحرير الشعب المصري من ظلمه وجبروته، وجعل الشعب المصري يتمتع بالديمقراطية وبالحريات وحقوق الانسان!
وفي عهد الرئيس بوش والرئيس بوش الإبن، صعّدت الادارة الامريكية عداءها ضد أمتنا، فاحتلت العراق ودمرت مدنه ومنشآته المدنية والعسكرية والأمنية، وأبادت وشردت الملايين من أبنائه وأطفاله، ونهبت ثروته النفطية، وأثارت فيه الفتن الطائفية والعرقية، وأشاعت الفوضى والاضطرابات في ربوعه، وذريعتها في ذلك أن صدام يقتل شعبه ويضطهده وينكل به، وأنه يصنع أسلحة دمار شامل لقتل شعوب المنطقة وغيرها ويحرمه من الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان.
وفي عام 2011م، زجّت الادارة الامريكية في عهد الرئيس اوباما وفي عهد الرئيس ترامب بمئات آلاف الارهابيين والمرتزقة داخل سورية مسخرة أعراب الخليج وزودتهم بالأسلحة والأموال فدمرت المدن والمنشآت المدنية والموروث الحضاري وقتلت وشردت الملايين من أبناء الشعب السوري، ونهبت الثروة النفطية في شمال شرق الفرات، وراحت تعمل على تقسيم سورية لولا تماسك شعبها البطل، وقد فرضت على سورية حصارا اقتصاديا لئيما، وهاهي تفرض عليه "قانون قيصر"، الذي هدفه تجويع الشعب السوري وإسقاط نظام الحكم في سورية، وذريعتها أن بشار الأسد يقتل شعبه ويضطهده وينكل فيه، ويحرمه من الديمقراطية والحريت وحقوق الانسان!
وشكلت الادارة الامريكية حلفا عدوانيا من ثلاثين دولة لشن حربها الوحشية على اليمن لتمارس فيه العنصرية والطائفية ضد شعبه العظيم، وبذرائع باطلة، وهي تتهم قادة اليمن بأنهم يقتلون شعبهم ويضطهدونه وينكلون به!
واتهمت القذافي بأنه مجرم يقتل الشعب الليبي ويضطهده وينكل به، فشنت عليه مع دول حلف "الناتو" حربا همجية كريهة، فأسقطت نظام الحكم ودمرت مدنه ومنشآته المدنية، وأثات الفوضى والإضطرابات والحروب بالوكالة، وفتحت المجال لتدخل العديد من الدول عسكريا وسياسيا واجتماعيا حتى باتت ليبيا الدولة في خبر كان..
حسنا، الرئيس الامريكي دونالد ترامب تمارس إدارته وأجهزته الأمنية سياسة عنصرية بغيضة ضد الملونين من ابناء الشعب الامريكي من أصل إفريقي، وادارته تقمع تظاهرات المحتجين بالرصاص الحي فتقتل وتجرح وتهدد بالقمع وبالثبور وبعظائم الأمور، أي أن ترامب يقتل شعبه ويضطهده وينكل به، فلماذا لا تعامل ادارته كما عوملت أنظمة العراق وسورية ومصر وليبيا؟ ولماذا لا تسقط ادارته؟ ولماذا يظل المجال واسعا أمام الإنجيليين المتطرفين من أمثال نتنياهو وترامب وأمثالهم من المؤمنين بـ"التوراة" وبـ "يهوه" إله الحرب عند العنصريين الذين يرون أنفسهم فوق جميع شعوب المعمورة؟!