إنهاء الإنقسام الفلسطيني كفيل بإجهاض اتفاق نتنياهو ـ غانتس..
سلامة العكور
جو 24 :
أبرز تفاهم بين نتنياهو وغانتس هو ضم الضفة الغربية لإسرائيل ولتكون تحت سيادتها ..وذلك بعد ابتلاع الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنات ..وبعد ضم القدس الشرقية وضواحيها وهدم آلاف المنازل وإبعاد سكانها ..وبعد ضم الجولان السورية والإعتداء المستمر على غورالأردن تممهيدا لضمه ..
الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة استطاعت تنفيذ معظم خطوات المشروع الصهيوني لتكون اسرائيل دولة يهودية عنصرية من النهر إلى البحر ..ناهيك عن المشروع الأكبر لتكون من النيل إلى الفرات ..كل ذلك يجري واسرائيل مستفيدة من الإنقسام الفلسطيني ..ومن الإتفاقات والتفاهمات الفلسطينية ـ الاسرائيلية ..وكذلك من تواطؤ دول عربية هرولت نحو التطبيع مع العدو الإسرائيلي ..وقد تقيم معه حلفا ضد قضايا الأمة العربية وعلى رأسها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ..وفي ظل وضع عربي متهالك ..
الشعب الفلسطيني لم يأل جهدا ولم تهدأ مقاومته الوطنية الباسلة في مواجهة سياسات الإحتلال التوسعية ـ الاستيطانية ..واتخذ المجلسان الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارات شجاعة وحاسمة للتخلي عن جميع الإتفاقات والتفاهمات مع العدو الاسرائيلي ..ولا سيما وبالاولوية التخلي عن التنسيق الأمني الخطيرالذي ييخدم اسرائيل وهي تواصل شن حملات الإعتقالات بالجملة وبالمفرق في صفوف المناضلين من أبناء الشعب الفلسطيني الصامد ..ولكن السلطة الفلسطينية التي ولدت من رحم اتفاقات "أوسلو"المشؤومة لم تستجب حتى اليوم لقرارات وتوصيات المجلسين الوطني والمركزي ..ولم تستجب لمطالب ونداءات الإجماع الوطني الشعبي ولالمواقف فصائل المقاومة ..وحتى لم تكترث بمطالب قوى وفعاليات الشعب الفلسطيني السياسية والثقافية والاجتماعية ..ما شجع الحكومات الاسرائيلية على المضي في سياساتها في مصادرة الأراضي الفلسطينية ومصادرة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني أولا بأول..وجاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليعلن القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل ..ولينقل سفارة بلاده إليها ..وليعلن الموافقة على ضم غور الاردن والضفة الغربية إليها أيضا ..وهاهي حكومة نتنياهو ـ غانتس القادمة بصدد ا لعمل على ضم الضفة الغربية بدون أن تحسب أدنى حساب للسلطة الفلسطينية ولا للدول العربية الوازنة وغير الوازنة ..وستكون "صفقة القرن " قد تحققت تلقائيا وبدون عراقيل ..أما السلطة الفلسطينية فما انفكت تطلق التصريحات النارية حينا والتوسلية حينا آخر منددة ورافضة لفظيا ولفظيا فقط صفقة القرن المشؤومة ..ورافضة لفظيا فقط ضم الضفة الغربية وغيرها لإسرائيل
..لقد نبت الشعر على ألسنة قادة فصائل المقاومة وهي تنادي بضرورة إلغاء الاتفاقات والتفاهمات مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة الامريكية باعتبارهما عدوين لأمتنا ..والتخلي فورا عن التنسيق الأمني مع اسرائيل ..السيد أبو مازن يهدد ويتوعد بإلغاء الاتفاقات مع اسرائيل إذا ما أقدمت حكومة نتنياهو ـ غانتس المحتملة على ضم الضفة الغربية ..
وهنا نتساءل: لماذا لا تلغي السلطة الفلسطينية اتفاقات أوسلو والقاهرة مع اسرائيل قبل تشكيل حكومة نتنياهو ـ غانتس ؟!..ولماذا لا تلغي التنسيق الأمني مع اسرائيل ؟!..وتكون بذلك قد حملت اسرائيل المسؤولية كاملة عن استمرار احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية ..والعودة إلى المربع الأول في مواجهة الإحتلال بجميع أشكال المقاومة الباسلة والشعب الفلسطيني الصامد كفيل برد كيد اسرائيل وادارة ترامب إلى نحرهما ..
ونتساءل : لماذا لاتنهي منظمة فتح وحركة حماس هذا الإنقسام الكريه في الصف الوطني الفلسطيني والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية الكفيلة بالتصدي لسياسات الحلف الامريكي ـ الصهيوني وإجهاض "صفقة القرن" وأي صفقات اخرى ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية..
اما بالنسبة للموقف الأردني فإن الشعب الأردني وجميع فعالياته السياسية والفكرية والاجتماعية يقف بقوة ضد "صفقة القرن" ويعتبر نفسه شريكا في النضال ضد المشروع الامريكي ـ الصهيوني ..فالأردن وفلسطين على جبهة واحدة ..وفي قارب واحد ..
وهنا نؤكد على ضرورة سعي الأردن وفلسطين لإقامة علاقات متطورة مع الدول والقوى الاقليمية والدولية التي تدعم القضية الفلسطينية وتدعم حقوق الاردن وفلسطين ضد المخطط الامريكي ـ الصهيوني الرامي إلى جعل الاردن وطنا بديلا لفلسطين ..وعلينا أن ندرك بأن التنسيق الأمني مع اسرائيل قد شجع دولا عربية واسلامية واجنبية على الهرولة نحو اسرائيل لإقامة علاقات متطورة معها ..وعلينا أن ندرك أن على قوى المقاومة الفلسطينية والعربية أن تكون جاهزة لمواجهة أي خطوة امريكية واسرائيلية باتجاه تصفية القضية الفلسطينية وقبل فوات الأوان ..