كورونا يفضح زيف الحضارات الإنسانية في الغرب..
سلامة العكور
جو 24 :
كذب وجد كذب أن عالمنا ينعم بمعطيات وخيرات حضارات إنسانية متقدمة .. وكذب وجد كذب أن المنظمات الدولية التي هي من صنع الغرب ملتزمة بمواثيقها وقوانينها وقراراتها في إدارة الأزمات والكوارث والجائحات الدولية ..وفي إطفاء فتيل الحروب العسكرية أو الإقتصادية أو البيولوجية أو الجرثومية أو في مواجهة آفات الطبيعة كالزلازل والأعاصير والفيضانات والحرائق وغيرها ..
لقد فشلت هذه المنظمات والدول التي تنضوي تحت لوائها وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا في تحقيق ما استوجبه كورونا من التضامن والتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات وأشكال المعرفة والإمكانات والقدرات المتنوعة فيما بينها لمواجهة هذا الفيروس الملعون ..لقد داهم هذا الفيروس الفتاك جميع أنحاء المعمورة ..وظهرت الدول العظمى والصغيرة .. القوية والضعيفة ..والغنية والفقيرة أنها متساوية في عجزها عن مواجهة هذه الآفة المدمرة .. وقد ظهر خلال تفشي فيروس كورونا في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية غياب منظومة القيم والأخلاق ..وظهر غياب تحمل المسؤولية لدى الأفراد والأحزاب والجمعيات المختلفة حيال الحرص على صحة وسلامة المواطنين ..والبحث العلمي باهظ التكاليف مركز على تطوير صناعة الأسلحة وصنع الحروب وابتكار مظاهر استهلاكية ترفيهية أكثر منه استثمارا في مجالات الطب والدواء والوقاية ..وظهر بصورة خاصة أن الطب والدواء مسخران للجشع وللمتاجرة بحياة الإنسان ..لذلك كان العجز عن مواجهة كورونا مدويا ..حيث دبت الفوضى والإضطرابات وتزعزع الوضع الأمني ..وعلى سبيل المثال : فقد هرع آلاف المواطنين في معظم الولايات الامريكية على المتاجر والمولات فسرقوا ونهبوا محتويتها من المواد الغذائية والدوائية وغيرها ..وكثرت حالات إطلاق الرصاص في أكثر من ولاية ..واحتشد آلاف المواطنين في تظاهرات صاخبة ما استدعى اللجوء إلى القوات المسلحة لحفظ الأمن ..
واللافت أن شعوب المعمورة قد لاحظت أن الصين التي عدد نفوسها أضعاف سكان القارة الاوروبية قد نجحت في مواجهة انتشار كورونا وتطويقه وكبحه والحد من انتشاره ..كما لاحظت أن الصين وروسيا وكوبا وكوريا الشمالية قد حرصت على تقديم المساعدات لكل من الولايات المتحدة الامريكية وايطاليا واسبانيا وبريطانيا وفرنسا ولغيرها من دول اوروبا وآسيا من خلال إرسال الطواقم الطبية والأجهزة اللازمة لها ..وذلك في حين استمرت العقوبات الاقتصادية الامريكية القاتلة ضد الصين وإيران وكوبا وسورية وغيرها من الدول التي تعارض سياساتها الاستعمارية القائمة على العدوان وشن الحروب وإثارة الفوضى وتدمير المدن والموروثات الحضارية للشعوب ونهب ثرواتها ومقدراتها ..ما أثر كثيرا في التقليل من قدراتها على مواجهة فيروس كورونا ..فالولايات المتحدة قد اعتادت على الإستثمار في كل شيء..في الإنسان والحيوان .. في الشجر والحجر .. وفي تطويع جميع عناصر الحياة الجامدة والمتحركة لخدمة مصالحها فقط ...واليوم فإنها تعمل على الإستثمار سياسيا في هذه الجائحة المدمرة ..فهي تتم الصين بأنها وراء انتشار هذا الفيروس في أرجاء الدنيا !..
على أي حال أن العالم يشهد الحرب الثالثة ..ولكن هذه المرة بين البشرية جمعاء وبين فيروس كورونا ..وسيكون لدول وشعوب العالم بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها شأن آخر..فاصطفافها أوتموضعها سيكون بعد كورونا مختلفا تماما عما قبله ..وهنا اتساءل : هل ستصحو الدول العربية عما هي فيه من سبات وحروب مدمرة للجميع ؟..وهل ثمة أمل في تحقيق مصالحة عادلة وإعادة التضامن الحقيقي والجاد والذي يحفظ لها استقلالها وسيادتها وكرامتها والمستقبل الكريم لشعوبها ؟!.. سنرى ..