jo24_banner
jo24_banner

المتغيرات الدولية وحاجة الاردن لاعادة التموضع استراتيجيا

سلامة العكور
جو 24 :



وكما ان للدول الرأسمالية الاستعمارية أطماعا كبرى لا سقف لها في مختلف المجالات الاقتصادية والادارية والامنية وغيرها فان لافرادها اي لمواطنيها اطماعا لا سقف لها على مختلف الصعد ..لذلك يظل التنافس والتسابق ثم الصراع على المصالح لا حصر له.. واذا ما تعاظم هذا التنافس ثم الصراع على المصالح بين افراد المجتمع فان الضعف والعجز ثم الانقسام العمودي والافقي ستجتاح المجتمع لينعكس بدوره على مختلف مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة الامنية والاقتصادية .. وهذا ما يلاحظ في الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية وفي الدول التابعة لها .

الحرب في اوكرانيا بين روسيا ودول حلف الناتو ، اظهرت تفوقا روسياً على الارض ، وكشفت الضعف و الوهن والعجز لدى تحالف الناتو الذي انحصر دوره في تأجيج الصراع و مواصلة تزويد اوكرانيا بالاسلحة والذخائر !! وبذلك تتراءى - دون شك - ملامح نظام دولي جديد متعدد الاقطاب بدلا من النظام الحالي احادي القطب ، النظام الساقط تحت الهيمنة الامريكية ، ما شجع دولا عديدة معروفة بتبعيتها للولايات المتحدة الامريكية ولبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية على الخروج تدريجيا من تحت عباءة هذه الدول، والتطلع نحو آفاق اوسع في اقامة علاقاتها ..

التحرك الصيني والروسي في منطقتنا جاء مؤثرا وحاسما ونتائجه مشجعة ،الامر الذي دفع العديد من الدول العربية والاسلامية لاقامة علاقات اقتصادية وتجارية ودبلوماسية وحتى امنية مع الصين وروسيا .. وكل ذلك على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية بصورة خاصة . و كل هذا يحدث في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة الامريكية انقسامات وصراعات في البنية المجتمعية ،و تعاني ربيبتها اسرائيل من انقسامات وصراعات مجتمعية اشد ضراوة وخطورة .

ونستطيع القول ان الاتفاق الروسي- الصيني الاستراتيجي لانهاء الهيمنة الامريكية على العالم وانتصار روسيا في الحرب الاوكرانية ، ثم الاتفاق السعودي-الايراني قد فتح آفاقا مريحة ومشجعة لتقارب الدول العربية فيما بينها ولعودة سورية للحاضنة العربية .. واذا ما تواصلت سوريا وتركيا الى اتفاق باشراف روسي –ايراني لاعادة العلاقات بينهما على اساس الانسحاب التركي من جميع الاراضي السورية واحترام السيادة السورية على اراضيها ، فان سوريا تصبح مهيأة ولديها جهوزية لطرد القوات الامريكية من أراضيها ، ولوضع حد لاطماع جماعات كردية رهنت شعبها لوعود امريكية كاذبة ومارقة ..

ولحسن الطالع فان الاتفاق الاستراتيجي بين العربية السعودية وايران قد انهى الصراع السني-الشيعي الذي اثارته وغذته الاصابع الامريكية والاوروبية والاسرائيلية لاكثر من عشرين عاما .. وها هي العلاقات بين دول المنطقة تعود شبه مستقرة ومشجعة وتعد بغد افضل .

وهنا نقول انه ما دامت الدول العربية ولا سيما دول الجوار تتطلع نحو اقامة علاقات متطورة تدريجيا مع روسيا والصين وايران وغيرها ، فما الذي يمنع الاردن حتى هذه اللحظة من اعادة التموضع استراتيجيا ، والتحرر من العباءة الامريكية ، التي حولتنا الى اداة طيَعة من ادواتها المأزومة سياسيا واقتصاديا وعلى كل صعيد؟!

وبدون أدنى شك فان هذه المتغيرات والتطورات على الساحتين الدولية والاقليمية قد عززت محور المقاومة العربية والاسلامية .. وتلوح في الافق مؤشرات حرب كبرى تطوق فيها دول ومنظمات محور المقاومة الكيان الصهيوني الغاصب من مختلف الجبهات .. ولتتوج هذه الحرب بنصر حاسم يقوض أركان الدولة العبرية لتغدو اثرا بعد عين ..


 
تابعو الأردن 24 على google news