2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لا لتوسع الاردن في أي اتجاه

سلامة العكور
جو 24 : تكثر هذه الايام الكتابة عن سيناريوهات توسع الاردن شرقا او غربا او شمالا ، او التوسع في كل هذه الاتجاهات معا..

ويبدو ان مروجي هذه السيناريوهات في تزايد، وان مؤيديها في تزايد ايضا، ولكن في اوساط النخب فقط.. اما المواطنون الاردنيون فلا يتطلعون الى ابعد من حدود دولتهم، اي لا اطماع لهم في اي من هذه الاتجاهات ..

ومثلما انهم يرفضون توسع اي دولة او جهة او تنظيم في اراضي وطنهم الاردن، فانهم يرفضون ايضا التطلع الى التوسع في اراضي الاخرين..

ثمة كلام كثير عن اعادة هيكلة المنطقة، لتصبح تقسيمات "سايكس بيكو" في خبر كان، وليحل مكانها تقسيمات اخرى وحسب ما تفرضه نتائج هذا الحروب بين الحلف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية التي تريدها حروبا طويلة الامد؛ تساعد على تجزئتها وتقسيمها الى دويلات جديدة ودولة داعش في عدد من الدول العربية وبخاصة اذا ما توسع نطاق الحروب البرية بالمنطقة..

نعرف ان المأزق الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الاردن يدفع رموز بعض مراكز القوى وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية متنفذة لتفعيل افكارها ورؤاها بحثا عن حلول تنقذ البلاد والعباد من تداعيات هذا المأزق الخطير ..وقد تنجح هكذا افكار ورؤى واجتهادات الى خارج حدود الوطن لتوشحها اطماع غير مشروعة في اراضي او اجواء او مياه وحقوق دول الجوار العربية.. والشعب الاردني باحزابه وقادته السياسية وفعالياته الاجتماعية لا يقبل ابدا السطو مهما كان نوعه على اراضي او اجواء او مياه او حقوق او سيادة دول الجوار العربية..

صحيح ان الشعب الاردني وحدوي بالفطرة وبالوعي وبالتوجه، فهو مستعد لاقامة وحدة حقيقية مع دولة عربية او مع دوليتن او اكثر شريطة قبول شعوب هذه الدول بدون اكراه او ضغوط، باعتبارها صاحبة الحق الشرعي والمصلحة في صنع هكذا قرارات مصيرية ..اما التجاوز او الاعتداء على سيادة دول عربية مجاورة لضم او لالحاق اراض من اراضيها للاردن فهو جريمة بحق الاشقاء وانتهاك لمبدأ حسن الجوار واستخفاف بارادة شعوب شقيقة ويكون بمثابة مولد للاحقاد والبغضاء والكراهية البغيضة ..ناهيك عن ان هكذا توجه لن يتحقق بدون سفك دماء وضحايا تسقط من هنا وهناك في ميادين المواجهة..

اما وقد يقول البعض ان هكذا سيناريوهات تداهمنا باملاءات خارجية امريكية وغربية ولربما اقليمية ايضا ويفرض علينا التجاوب معها وتلبية نداءاتها ..وهنا اقول ان الدولة التي تذعن لاملاءات الاعداء ولو لبسط لباس الاصداء لنا ، فهي دولة لا تستحق تمثيل شعبها، ولا تستحق البقاء..

فالدولة ذات السيادة الحقيقية هي التي تقف في خندق امتها ومصالحها وتذود عن ارادة شعبها ، وليس للاردن اي مصلحة سوى الوقوف في خندق امته والذود عن قضاياها ومصالحها وامنها القومي والتناغم والتماهي مع اردة شعبه وامنه ومصالحه الوطنية.

لذلك فان اي سيناريو لتوسيع الاردن شرقا او غربا او شمالا مرفوض - مرفوض ، والترويج له من اي جهة كائنة من تكون يلحق الاذى بالاردن والاردنيين ..

قد يقال ان الترويج لسيناريوهات التوسع شرقا تعني بصورة غير مباشرة والتوسع غربا من خلال القبول باقامة كونفدرالية مع دولة فلسطينية على الورق تريدها اسرائيل منزوعة السلاح وبدون سيادة وعلى اشلاء ما تبقى من اراضي الضفة الغربية بعد حملة الاستيطان التوسعي الاسرائيلية ..وهكذا سيناريو مرفوض مرفوض ايضا..

ومن يدري، فقد تحدث الصفقة الامريكية مع ايران حول برنامجها النووي دويا يهز المنطقة لجهة تسهيل اعادة هيكلتها وبما يعزز نفوذ ايران كدولة قوية وذات سطو وشأن بالمنطقة وقد لاحظنا كيف تراجعت دول عربية محورية عن اندفاعها العدائي لايران بعد ان كادت تتخذ اسرائيل حليفا لها ..وذلك لانها راحت تقف عمليا مع ايران في خندق واحد في محاربة دولة داعش وعلى اسرائيل انتظار ما ستسفر عنه حروب داعش بالمنطقة ن وانتصار الحلف على دولة داعش ليكون في صالح اسرائيل ، لان ايران ستكون اكبر دولة متنفذة في طول المنطقة وعرضها..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير