الملك يدعو الاخوان المسلمين للمشاركـــة في الانتخـابـات
لا أدري لماذا يعزف البعض عن التسجيل وعدم الحصول على البطاقة الانتخابية !! فهذا موقف عدمي لا جدوى سياسية أو اجتماعية من أمامه ولا من خلفه .. وهو يعني التنكر لحق مهم وأساس من حقوق المواطنة .. وكذلك هو واجب من واجباتها .. أما مقاطعة لانتخابات أو المشاركة فيها فهذا شأن أي ناس أفرادا أو أحزابا أو جماعات.. فهم يختارون ما يرونه منسجما مع رؤاهم وقناعاتهم ولربما مع مصالحهم ..وهو عرف في ممارسات بعض الاحزاب والكتل السياسية أو الاجتماعية وفقا لما قد يخدم برامجها .. وجماعة الاخوان المسلمين اتخذوا قرارا بعدم التسجيل وبمقاطعة الانتخابات احتجاجا على قانون الصوت الواحد ..وكذلك ثمة قوى سياسية وحراكات شعبية وشبابية قررت مقاطعة الانتخابات للسبب ذاته..لكنها لم تعزف عن التسجيل والحصول على البطاقات الانتخابية .. في حين أن جلالة الملك في مقابلته مع شبكة التلفزة الامريكية " بي. بي.أس " قد أكد مرة أخرى رؤيته وقناعته المؤمنة بالاصلاح التدريجي .. وبمشاركة جميع مكونات الشعب الاردني بما في ذلك الاخوان المسلمون في الانتخابات القادمة .. مشددا على أن مجلس النواب القادم سيكون ميدانا للسجال بين الكتل النيابية لجهة تعديل اوتطوير قانون الانتخابات الحالي وغيره من قوانين وتعديلات دستورية ..
نعرف أن جماعة الاخوان المسلمين يتطلعون إلى قانون انتخابات يضمن لهم فوز عدد كبير من مرشحيهم بمقاعد مجلس النواب .. وهذا حق من حقوق أي حزب أو جماعة أوائتلاف أفراد أو بين قوى سياسية أواجتماعية ..وهم يطمحون وهذا من حقهم إلى التوصل لتشكيل حكومة برلمانية والتربع على سدة الحكم وعلى موقع صنع القرارات سواء لوحدهم أومع أحزاب وتكتلات أخرى ..وعندئذ سيضعون أنفسهم في امتحان صعب ..فإما الالتزام باستحقاقات التعددية الحزبية والسياسية وتداول السلطة واحترام الرأي الاخر وحقوق الاخرين وإما انتهاج سياسة الاقصاء
واحتكار الحقائق والتالي احتكار السلطات ومؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسات الإعلامية والصحفية وبالضبط على غرار ما يفعل الاخوان المسلمون في مصر الشقيقة .. حيث عمد الاخوان هناك إلى محاولة السيطرة على المؤسسات الصحفية القومية والحكومية والمستقلة .. وقد امتنع معظم كتاب الأعمدة عن كتابة مقالاتهم يوم الخميس الماضي احتجاجا على " الهجمة الشرسة " على صاحبة الجلالة..مؤكدين أن هذه المساحات البيضاء تأتي اجتجاجا على محاولة الاخوان السيطرة على مؤسسات الإعلام المملوكة للشعب المصري كما كان يفعل حزب المخلوع حسني مبارك .. وكان مجلس الشورى المصري الذي تهيمن عليه جماعة الإخوان المسلمين قد وافق على القائمة التي وضعتها لجنة اختيار رؤساء تحرير الصحف .. أما في الاردن فقد تعمد بعض قادة الاخوان طمأنة الاحزاب والقوى السياسية والحراكات الشعبية والشبابية إلى أنهم لن يفكروا في ممارسة سياسة الإقصاء والإحتكار.. بل أنهم مؤمنون في مشاركة الجميع في صنع القرارات..وأن لاهمٌ لهم سوى المضيٌ قدما في سياسة الإصلاح الشامل وتحقيق خطوات التحول الديمقراطي.. وهنا نتساءل: هل ثمة فرصة لتعديل القانون المعدل الحالي بتوافق مقبول يشجع على مشاركة الجميع في الانتخابات القادمة ؟!..وهل يستجيبون لنداء جلالته ويشاركون في اختيار مجلس نيابي أفضل بالشفافية والنزاهة اللازمتين ويصلح ليكون منطلقا للاصلاح والتغييرفي المستقبل القريب وليس على قاعدة " عصفور في اليد خير من عشرةعلى الشجرة " ؟!..
