jo24_banner
jo24_banner

"عاصفة الحزم" ومهمتها الملحة ..

سلامة العكور
جو 24 : قبل أو بعد ان تضع حرب "عاصفة الحزم" أوزارها ثمة أصوات عربية وإقليمية رسمية مسموعة ونافذة تطالب بانتقال هذه الحرب إلى سوريا لإلحاق الهزيمة بالجيش السوري النظامي تمهيدا لإسقاط نظام الحكم هناك وتسليم مهمة إدارة البلاد والعباد للمعارضة "المعتدلة" !!..وإذا ما تشكلت قوة عربية مشتركة وفقا لرؤية الرئيس السيسي وجامعة الدول العربية، فإن ثمة اصواتا جاهزة ومتأهبة للمطالبة بالتدخل عسكريا لإسقاط نظام الأسد!!

ومن اللافت أن هذه الاصوات قد تراجعت وتخلت عما نادت به من أهداف للثورة السورية المزعومة كإطلاق الحريات العامة وإرساء مرتكزات الديمقراطية على أنقاظ ديكتاتورية نظام الأسد وراحت تنادي بالحفاظ على أمن سوريا واستقرارها !!..وكأن سوريا لم تكن مستقرة قبل هكذا ثورة !..

والمحزن أن ميليشيات الإرهابيين وحدها التي تعبث بأمن واستقرار سوريا وتقتل أبناءها وتدمر منشآتها المدنية والاقتصادية وتحول منازل الآمنين فيها إلى أنقاض .. وعلى ما يبدو أن أصحاب هذه الاصوات متفائلون جدا..فهم يتوقعون أن تنتهي حرب عاصفة الحزم خلال أيام أو أسابيع قليلة وتحقق أهدافها التي أبرزها إعادة الشرعية للرئيس منصور هادي بعد إلحاق الهزيمة الساحقة الماحقة بالحوثيين وبجيش الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ..وردع إيران واجتثاث نفوذها في الجزيرة العربية وفي المنطقة وإرغامها على الإنكفاء داخل حدودها ..لكن حسابات الحقل شيئ وحسابات البيدر شيئ آخر..فحرب عاصفة الحزم ستطول أكثر من توقعات المتفائلين ..ومرشحة لاستنزاف أطرافها إذا ما استمرت فعلا ..

وإذا ما جنحت هذه الحرب وانتقلت إلى سوريا كما تشتهي بعض الاصوات إياها فإن حربا إقليمية ضارية ستنشب في المنطقة وتأتي على الأخضر واليابس فيها ..فبموازاة الحلف العربي قد يتشكل حلف يدعم سوريا وثمة قوى إقليمية ودولية مستعدة للإشتراك في هكذا حلف ..ولن تكون ولو دولة عربية واحد بمنأى عن نيران وحرائق أي حرب إقليمية على هذا النحو..

إن أبرز أهداف أعداء أمتنا العربية هو إشعال نار الفتنة بين دولها وشعوبها لإضعافها وتجزئة أوطانها وصولا إلى فرض إرادتهم ونفوذهم وهيمنتهم عليها وعلى مقدراتها وثرواتها .. من هنا فإنه لابد من مراجعة السياسات العربية لجهة تصويبها ..نعم لجهة تصويبها نحو نبذ الخلافات وأشكال العداوة والإعتداء بين الدول العربية التي في معظمها تحكمها أجندة خارجية وإملاءات ليست في صالح أي منها ولا في صالح أمتنا ومستقبلها ولا في صالح أمنها القومي ..فالمشروع العربي النهضوي الذي تتطلع إليه الشعوب العربية وتطالب بتحقيقه هوإعادة إحياء التضامن العربي وتطويره لجهة تحقيق التكامل العربي في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية وعلى كل صعيد ..وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك فورا وبدون تردد أو هوادة لحماية الامن القومي العربي المستهدف من أعداء الأمة وهم كثر ..واولا وقبل كل شيئ إعادة هيكلة جامعة الدول العربية والحرص على تفعيل دورها لجهة بث روح الوعي في أوساط شعوب الأمة واستنهاضها ..

أما إسقاط أنظمة الحكم الإستبدادية والفاسدة فهو مهمة الشعوب العربية المعنية وليس التدخل العسكري الخارجي في شأنها ..فالشعوب العربية هي المعنية أولا وأخيرا في اختيار نوعية أنظمتها وحكامها ..

وبالعودة إلى "عاصفة الحزم" فإنه لا بد من إعادة الشرعية في اليمن الشقيق لأصحابها والحفاظ على وحدة الشعب اليمني ووحدة أراضيه ..وكف أيدي الطامعين في بسط نفوذهم عليه ..

ومن الزيارات بين عواصم عربية وأنقرة وربما لاحقا طهران يتبين أن ثمة لجوء لخيار الدبلوماسية بدلا من الخيار العسكري ..والأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت المتوقعة وغير المتوقعة ..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير