طهران تغازل القاهرة لإعادة العلاقات الدبلوماسية
يلاحظ ان هناك توجها مصريا – ايرانيا لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، والتي هي مقطوعة منذ أكثر من ثلاثين عاما. حيث قطعت الجمهورية الايرانية عام 1980 العلاقات مع مصر السادات احتجاجا على توقيع اتفاقات «كامب ديفيد» مع اسرائيل ..
وقد أكد وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي في مقابلة أجرتها معه صحيفة الأهرام المصرية على هامش قمة منظمة التعاون الاسلامي التي عقدت الأسبوع الماضي في مكة المكرمة « أن مصر حجر الزاوية في المنطقة ..وان لها مكانة خاصة وموقفا متميزا بين الدول العربية والاسلامية وتربطنا بها اواصر المحبة والصداقة والاخوة .. وان الثورة قد اعادت مصر الى وضعها الطبيعي ودورها الرائد في المنطقة «..
ويذكر ان الرئيس المصري محمد مرسي سيشارك في قمة دول عدم الانحياز المقرر عقدها في طهران في «30» آب الحالي.. حيث سينقل الرئاسة الدورية لهذه الحركة الى ايران..
وليس ثمة شك في ان ثورة ميدان التحرير في القاهرة والميادين الاخرى قد حررت مصر وشعبها من قبضة نظام المخلوع حسني مبارك وحزبه الفاسد..
وأعتقتها من تواطؤ مبارك مع اسرائيل على حساب مصالح مصر ومصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية ...
لقد مارس نظام مبارك سياسة الممالأة والنفاق والتواطؤ مع اسرائيل .. واتخذ مواقف شبه عدائية مع قطاع غزة ومارس ضغوطا قوية على الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية كي تتجاوب مع مطلب اسرائيل للتضييق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .. بل وقد أظهر تعاطفا ملحوظا مع اسرائيل خلال حربها العدوانية على حزب الله اللبناني ، منددا بدوره « الارهابي» في لبنان..
أما اليوم فانه من حسن الطالع ان مصر الشقيقة في عهد الرئيس محمد مرسي تسعى لاستعادة دورها القومي العروبي – الاسلامي في المنطقة ، وتتهيأ لمواجهة التحديات الخطيرة التي تتعرض لها الأمة العربية وقد تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب ..
ومن حسن الطالع أيضا أن الرئيس محمد مرسي لا يعتبر ايران عدوة للعرب وانه ينبغي مقاطعتها ومحاربتها او تمكين اسرائيل من شن عدوان عليها ..
وهنا نراهن على ان مصر اليوم ستعمل فورا لاحياء التضامن العربي على اسس قوية ودائمة ، وتفعيل العمل العربي المشترك وعلى النحو الذي يحقق مصالح جميع الدول العربية ويصون استقلالها وسيادتها بمنأى عن اشكال التدخل في شؤون بعضها البعض وبمناى عن اي تدخل اجنبي في شان اي دولة عربية.. فالدول الاستعمارية الكبرى تعمل على تمزيق الدول العربية وتحويلها الى دويلات ضعيفة متصارعة فيما بينها تسهيلا لهدف اسرائيل في بسط سيطرتها الكاملة على المنطقة واغتصاب ثرواتها وتطويع شعوبها والتحكم بمقدراتها .
الوزير الايراني علي اكبر صالحي وجه دعوة رسمية للرئيس محمد مرسي لزيارة ايران ..نتمنى تصويب العلاقات المصرية – الايرانية .. والعلاقات العربية – الايرانية لما فيه مصالح جميع شعوب المنطقة .
(الرأي)