jo24_banner
jo24_banner

"عاصفة الحزم" ضد سوريا ستكون في مصلحة اسرائيل

سلامة العكور
جو 24 : بالتزامن مع الدعوات المريبة الصادرة من حناجر عربية مريضة لانتقال ما تسمى "عاصفة الحزم" من اليمن الشقيق الى سوريا الشقيقة، شنت اسرائيل غارات جوية عدة على مناطق سورية وقصفت مواقع حيوية ذات اهمية استراتيجية.. ولاسباب غامضة ومريبة ايضا اضطرت " عاصفة الحزم" للتوقف فجأة وبدون مقدمات او سابق انذار.. ولا ندري اذا كان ثمة نوايا لقيام الحلف العربي الرسمي الذي اعلن عنه بدون توطئات للعمل على اعادة الشرعية إلى الرئيس هادي من خلال "عاصفة الحزم" بشن حرب عاصفة وحازمة ايضاعلى سوريا ؟!..

وما دامت اسرائيل مستعدة ومتأهبة لمواصلة غاراتها الجوية على سوريا وقصف مواقع مهمة على اراضيها، فقد يصار الى تنسيق (عربي - اسرائيلي) في اشعال حرب عاصفة على سوريا لاسقاط نظام بشار الاسد، حيث تلتقي دول عربية واسرائيل على هدف واحد ضد سوريا، وثمة احتمالات تصل الى مستوى الجزم بان أنقرة والدوحة مرشحتان بقوة للاشتراك في اي توجه عسكري او لوجستي او استخباراتي ضد سوريا.. لا سيما وان سيطرة المعارضة المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة على مناطق حيوية من الاراضي السورية منها مدينة ادلب وجسر الشغور وغيرها قد يشجع دولا عربية واقليمية على المشاركة بشكل او بآخر على الحملة المريبة ضد سوريا ..

اللافت ان ثمة دولا عربية محورية تدعم جبهة النصرة الارهابيةالتي هي فرع لتنظيم "القاعدة".. وتراهن على دورها في تحقيق نصر مؤزر على الجيش السوري واسقاط نظام الاسد.. واللافت ايضا ان مصالح سوريا وشعبها ومؤسساتها وبناها التحتية والقومية وموروثها الحضاري مغيب تماما عن الاهتمام العربي الرسمي.. وحتى الدمار وحملات القتل الجماعي في اوساط المدنيين والتهجير العسكري لملايين السوريين الى دول الجوار تبدو وكأنها تمثل مشهدا مريحا لدول عربية حاقدة على النظام السوري الذي اعتاد ان لا يمالئها ولا يؤيد سياساتها الخارجية او الداخلية.. والذين يظنون اننا نكتب هذا الكلام انطلاقا من تأييدنا لنظام بشار الاسد الاستبدادي والديكتاتوري على دوره في تمثيل سياسة المقاومة والممانعة بالمنطقة واهمون تماما.. فنحن ننطلق من رفضنا لتدمير سوريا وابادة وتهجير الملايين من ابناء شعبها وتدمير اقتصادها الوطني وتجزئة اراضيها لكون ذلك لا يخدم إلا الكيان الصهيوني واطماعه التوسعية في المنطقة.. ثم ان سوريا لم تكن يوما مؤيدة للارهاب او للمنظات الارهابية.. بل على العكس تماما فهي اولى من نادت بمحاربة الارهاب والارهابيين وان الدول العربية والاقليمية والدولية المناهضة للارهاب اليوم، فان الارهاب ومنظماته من صنعها.. اما النوايا المبيتة لانتقال حرب " عاصفة الحزم" الى سوريا لاسقاط نظام الاسد فهي نوايا مريضة ونابعة من نفوس مريضة.. ناهيك عن ان بوصلة وتغليب ذلك على التوجيه لمحاربة الارهاب اصحاب هذه النوايا منحرفة عن المسار الصحيح او الاتجاه السديد.. ثم انهم ليسوا بمستوى هكذا مهمات صعبة.. وكما فشلت "عاصفة الحزم" في اليمن فانها ستكون محكومة بالفشل الذريع في سوريا.. وعلى اصحاب هذه النوايا ان يدركوا ان حربهم على سوريا ستتسع دائرتها لتشمل دولا اقليمية ودولية.. ولن تكون دولهم عندئذ بمنأى عن حرائق المنطقة.. اما الاردن فعليه ان ينأى بنفسه عن حروب الدول او الانظمة الشقيقة، فلن تكون تلك الحروب عادلة او مشروعة او فيها أي مصلحة واحدة من المصالح العليا لامتنا..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير