ماذا وراء المشهد العربي المؤلم؟؟
في العراق الشقيق تبشر اوساط حكومة العبادي بثقة ظاهرة شكلا بالنفس وبالقدرات العسكرية الشعب العراقي والامتين العربية والاسلامية باقتراب تحرير جميع الاراضي العراقية التي يحتلها التنظيم الدولي "داعش" في الانبار وديالي وصلاح الدين حتى مشارف بغداد ..
وثمة كلام بالمقابل عن امتداد زحف ميليشيات "داعش" في مختلف الجهات الاربع العراقية مخترقة العديد من المدن والقرى المأهولة والحيوية ..وابناء الشعب العراقي وحدهم يكتوون بنيران هذه الحرب المجنونة..
الرئيس الامريكي باراك اوباما تعهد بتطوير وسائل الدعم العسكري واللوجستي والاستخباراتي للجيش العراقي النظامي وبما يمكنه من وقف زحف "داعش" على اراضي العراق ..
وفي سوريا يجمع المراقبون والخبراء العسكريون الغربيون ومعهم وكالات الانباء ووسائل الاعلام العربية والاقليمية على ان ثمة معركة مصيرية وشيكة بين ما يسمى جيوش المعارضة المسلحة وفي مقدمتها جبهة النصرة والجيش الحر وبقايا تنظيم القاعدة وبين الجيش السوري النظامي يدعمه حزب الله اللبناني..وستكون ارض القلمون وما حولها من اراض سورية ولبنانية الساحة الكبرى لهذه المعركة الكبرى..
ويبشر قادة جيوش المعارضة الشعب السوري والدول العربية والاقليمية المؤيدة والداعمة لها بتحقيق نصر مؤزر وإلحاق هزيمة ساحقة ماحقة بقوات الجيش السوري النظامي وميليشيا حزب الله اللبناني ..وذلك تمهيدا لبسط السيطرة كاملة على هذه الاراضي وصولا الى مدينة اللاذقية ومن بعدها الى مشارف دمشق العاصمة ..وتشير اوساط دبلوماسية غربية الى ان جبهة النصرة والجيوش المسلحة المعارضة ستحصل على مزيد من الدعم السياسي والعسكري واللوجستي من واشنطن وباريس وعواصم غربية واقليمية وعربية..فهل ساعة الفرج وشيكة وهل ستضع الحرب على سوريا اوزارها مهما كانت نتائجها وتداعياتها؟؟
وهل عمليات تدمير المدن السورية ومنشآتها المدنية والحضارية وحملات القتل الجماعي والتهجير في صفوف المواطنين السوريين الى الاردن ودول الجوار ستتوقف وتذكر ولا تعاد؟؟
وفي اليمن الذي كان سعيدا وفي ليبيا عمر المختار فان الحروب المتشعبة والمعقدة والتي تأتي على الاخضر واليابس في المدن والارياف لم يعد ثمة امل في وقفها على المدى المرئي او الوسيط..
فهذا المشهد المؤلم في اقطار الوطن العربي اذا ما استمر فإن الهوية العربية ستلحقها تشويهات مؤلمة..
واذا اخذنا بالاعتبار ان القواعد الامريكية والاطلسية المزروعة على مساحات واسعة من الاراضي والمياه في المنطقة العربية، فإن المشهد في وطننا العربي صار اليوم كما وصفه الشاعر العربي: وطن الضاد من طروس شمالا فإلى بحر حضرموت جنوبا ومن الشط فالخليجين حتى منتهى الغرب موطنا مسلوبا، ويتساءل شاعر اخر: ما للعروبة تبدو مثل ارملة أليس في كتب التاريخ افراح؟؟
واذا ما تساءلنا عن الاسباب وراء هذا المشهد المؤلم فانه لابد من التأكيد على ان هيمنة الرأي الواحد وشن الحروب الضروس ومختلفة الاشكال والاتجاهات وفي مختلف الصعد على الرأي الآخر هي ابرز الاسباب واكثرها تأثيرا وفعلا وانعكاسات غلى مختلف المجتمعات العربية..
ونتساءل ماذا يريد الاعداء من امتنا، ونقول انهم يريدون فرض هيمنة استعمارية عليها ونهب خيرات شعوبها.