حراك "لقمة العيش"
نائل العدوان
جو 24 : منذ أن سمعت عن خبر رفع الأسعار منذ يومين وانأ ممتقع الوجه، كئيب ، خرجت امشي لعلي افرغ من همي قليلا ، صادفت في السوق أناسا لا اعرفهم، رجالا انحنت قاماتهم، نساءا اسودت وجوههن، شيوخا تضاءلوا واختفت هيبتهم وأطفالا كهولا خلت الوداعة من على وجوههم ، كانوا يمرون من أمامي كأطياف عاجزة، ويظهر الأسى والإحباط على محياهم كمئزر طرزته جنيات الليل المستورة حولهم وهم نيام.
تلتقي عيوننا سريعا بلغة مقروءة تماما: أن كلنا في الهم شرق، وتهمس العيون أيضا: ونحن كذلك مثلك لدينا أطفال وأعباء مدارس وفواتير متراكمة وديون طال صبر أصحابها علينا، ويعلو صراخ العيون: بان لقمة العيش هي الخط الأحمر الذي يجب أن تخشاه الحكومة وليست صالونات السياسة او قواعد لعبة لا علم لنا بها.
تقول العيون أيضا : أن أعوذ بالله من القهر وخاصة قهر الرجال ، مرة أخرى تنسحب أطيافهم من أمام ناظري وتطأطئ العيون نورها وتغيب .
لوهلة، أحسست بأنني اعرف جميع من مر حولي ، فهذا "محمد" عامل النظافة ذو البزة البرتقالية ، وهذا "عمر سائق التكسي الصفراء" وبحانبة يقف "احمد" "الموسرجي" ويأتي "فتحي الدهين" و"معتصم صاحب المقهى" وزيد وعمر وزيد وعمر... وكلهم أبناء هذا الوطن ، وفجأة تتحول الأسماء المجهولة إلى أشخاص يعرفونني واعرفهم تماما، وهاهم يقتربون مني ويمسحون دمعتي ويلكزون اقنعة الخوف بأيديهم وتبيض وجوههم كما كانت ، يتوافدون من اربد والرمثا وعمان والكرك ومعان والعقبة والطفيلة .
يهتف الجميع بقلب واحد: أصبح الآن لنا حراك...........حراك "لقمة العيش" ، حراك من لا حراك له ومن لا سند ولا قانون ولا دولة تحميه أو ترعاه ، حراك "أنني مظلوم في بلدي"، وأنني غريب مثل طائر مهاجر ، حراك تجمعه مصلحة وطن سلب الغرباء خيراته وعاث الفاسدون به .
فتهانينا أيتها الحكومة الرشيدة، لقد خلقت للتو بقراراتك المتخبطة حراك شعبي جديد.
يا حكومة ، نحن حراك أقوى من كل الحراكات التي مرت على الوطن ، لسنا حراكا يطالب بتغيير دستور أو قانون أو حماية فئة معينة على حساب فئة أخرى ولا نبتغي منصبا أو مكافأة من سارق مأزوم، لسنا حراكا يطالب بجوازات سفر حمراء أو قصور مخمليه أو سيارات "مرسيدس" فارهة لتجثم أمام بيوتنا كدمامل فاسدة، لسنا حراكا يطالب بتخفيض رسوم على أموال غسلت بالحرام أو توفير برك سباحة للاسترخاء والتمطي، أو حماية شركات مأفونة بالملايين بنيت من دم وعرق العمال والكادحين.
نحن الكادحون أنفسهم ودرة هذا البلد بعماله وفقراءه "وحارثوه" وزارعوه "ورعيانه"، وحراكنا هو من اجل فاتورة الدواء والكهرباء والغذاء ونقطة الماء وحليب الرضع وأقساط المدارس التي لم تدفع بعد وبلد ضاعت مقدراته" بكبسة زر" وهمي وبساط ينسحب من تحت أرجلنا بمؤامرة مدروسة وحملة تفكيك واسعة لهذا الوطن.
نحن المرابطون الصابرون على الضنك وحراكنا لا يفض بالهراوات والغازات المسيلة للدموع ، فدموعنا سالت منذ أن امتهنت جيوبنا وسرقت لقمة عيالنا، ومنذ أن سلمنا أمرنا للمجهول فسلبها الطغاة وعاث بها المتنمرون عربدة وعهرا وكيدا .
حراكنا لا يحتاج حزب لينظمه ولا إلى مواثيق لتجمع شمله ولا وقت ليلتئم بمحدداته ولا مكان ليعتصم به، هو منظم بذاته وبفطرته وبوصلته واحده لا تبديل عنها هي عزة الوطن ونصرة المظلوم وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، حراكنا يجتمع على شيء مقدس وهو أن يبقى الوطن حرا وعفيفا، وان الصمت- وان طال- فان الفرج آت لا محالة،
نظرت من حولي ...
كان الجميع منشغلا بانتشال حوائجه من السوق على عجل واستحياء، غابت الأطياف الخجلى مرة أخرى وابتلعتهم عتمة السوق وغلاء الأسعار ولهو العيش.
طفقت عائدا من حيث أتيت ، مخلخل الفكر ، ملعثم اللسان ، لا حراك يسعفني أو حكومة ترحمني.
تلتقي عيوننا سريعا بلغة مقروءة تماما: أن كلنا في الهم شرق، وتهمس العيون أيضا: ونحن كذلك مثلك لدينا أطفال وأعباء مدارس وفواتير متراكمة وديون طال صبر أصحابها علينا، ويعلو صراخ العيون: بان لقمة العيش هي الخط الأحمر الذي يجب أن تخشاه الحكومة وليست صالونات السياسة او قواعد لعبة لا علم لنا بها.
تقول العيون أيضا : أن أعوذ بالله من القهر وخاصة قهر الرجال ، مرة أخرى تنسحب أطيافهم من أمام ناظري وتطأطئ العيون نورها وتغيب .
لوهلة، أحسست بأنني اعرف جميع من مر حولي ، فهذا "محمد" عامل النظافة ذو البزة البرتقالية ، وهذا "عمر سائق التكسي الصفراء" وبحانبة يقف "احمد" "الموسرجي" ويأتي "فتحي الدهين" و"معتصم صاحب المقهى" وزيد وعمر وزيد وعمر... وكلهم أبناء هذا الوطن ، وفجأة تتحول الأسماء المجهولة إلى أشخاص يعرفونني واعرفهم تماما، وهاهم يقتربون مني ويمسحون دمعتي ويلكزون اقنعة الخوف بأيديهم وتبيض وجوههم كما كانت ، يتوافدون من اربد والرمثا وعمان والكرك ومعان والعقبة والطفيلة .
يهتف الجميع بقلب واحد: أصبح الآن لنا حراك...........حراك "لقمة العيش" ، حراك من لا حراك له ومن لا سند ولا قانون ولا دولة تحميه أو ترعاه ، حراك "أنني مظلوم في بلدي"، وأنني غريب مثل طائر مهاجر ، حراك تجمعه مصلحة وطن سلب الغرباء خيراته وعاث الفاسدون به .
فتهانينا أيتها الحكومة الرشيدة، لقد خلقت للتو بقراراتك المتخبطة حراك شعبي جديد.
يا حكومة ، نحن حراك أقوى من كل الحراكات التي مرت على الوطن ، لسنا حراكا يطالب بتغيير دستور أو قانون أو حماية فئة معينة على حساب فئة أخرى ولا نبتغي منصبا أو مكافأة من سارق مأزوم، لسنا حراكا يطالب بجوازات سفر حمراء أو قصور مخمليه أو سيارات "مرسيدس" فارهة لتجثم أمام بيوتنا كدمامل فاسدة، لسنا حراكا يطالب بتخفيض رسوم على أموال غسلت بالحرام أو توفير برك سباحة للاسترخاء والتمطي، أو حماية شركات مأفونة بالملايين بنيت من دم وعرق العمال والكادحين.
نحن الكادحون أنفسهم ودرة هذا البلد بعماله وفقراءه "وحارثوه" وزارعوه "ورعيانه"، وحراكنا هو من اجل فاتورة الدواء والكهرباء والغذاء ونقطة الماء وحليب الرضع وأقساط المدارس التي لم تدفع بعد وبلد ضاعت مقدراته" بكبسة زر" وهمي وبساط ينسحب من تحت أرجلنا بمؤامرة مدروسة وحملة تفكيك واسعة لهذا الوطن.
نحن المرابطون الصابرون على الضنك وحراكنا لا يفض بالهراوات والغازات المسيلة للدموع ، فدموعنا سالت منذ أن امتهنت جيوبنا وسرقت لقمة عيالنا، ومنذ أن سلمنا أمرنا للمجهول فسلبها الطغاة وعاث بها المتنمرون عربدة وعهرا وكيدا .
حراكنا لا يحتاج حزب لينظمه ولا إلى مواثيق لتجمع شمله ولا وقت ليلتئم بمحدداته ولا مكان ليعتصم به، هو منظم بذاته وبفطرته وبوصلته واحده لا تبديل عنها هي عزة الوطن ونصرة المظلوم وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، حراكنا يجتمع على شيء مقدس وهو أن يبقى الوطن حرا وعفيفا، وان الصمت- وان طال- فان الفرج آت لا محالة،
نظرت من حولي ...
كان الجميع منشغلا بانتشال حوائجه من السوق على عجل واستحياء، غابت الأطياف الخجلى مرة أخرى وابتلعتهم عتمة السوق وغلاء الأسعار ولهو العيش.
طفقت عائدا من حيث أتيت ، مخلخل الفكر ، ملعثم اللسان ، لا حراك يسعفني أو حكومة ترحمني.