(سوبرمان) في عمان
ما الذي يمنع سوبرمان من الظهور بالاردن؟.
سؤال حيرني طويلا، بحثت عن اجابة شافية بين الاصدقاء المهتمين، سألتهم بشكل جدي وبعيون اغرورقت بالدمع عن سبب تأخره، ترى، هل تاه على الطريق الصحراوي؟، أم انه ما زال ينتظر تشغيل الباص السريع، او لربما لم يستطع النهوض باكراً بسبب التوقيت الشتوي، هل سيأتي ويعيد الفرحة الى قلوب الشعب، هل سيجتث جذور الفساد ويرميها بعيدا، هل سيأتي أصلاً؟.
لم احظ باجابة مقنعة، وكانت الاجابات بأنه لن يأت وبأنني أحلم.
لكن ماذا لو تحقق الحلم وجاء سوبرمان طائراً بعباءته الحمراء وافرهوله الازرق فوق سماء الوطن ليضع حداً للاشرار وليحقق للشعب أمانيه؟، ، مالذي سيحدث حينها؟.
حتما سنحتفي بالضيف بحفاوة بالغة ونستقبله بالزغاريد والعيارات النارية، وما الذي يمنع يومها لو أولمنا له منسفاً بلحم وجميد بلدي وغنينا له أغنية وطنية من العيار الثقيل، طبعاً الحكومة سيكون لها نصيب الأسد بمرافقة البطل الخارق، وسيتم استقباله من قبل وفد رفيع المستوى وبحضور ممثلي الشعب، وسيقوم أعضاء مخضرمين من مجلس الامه -وبمجرد أن يغسل البطل يديه من أثر (الزفر)- بعرض القوانين التالية عليه: قانون المطبوعات والنشر، قانون الضمان الاجتماعي، قانون المالكين والمسـتأجرين، قانون الكسب غير المشروع ، وستتم المطالبه بتقاعد للنواب مدى الحياة مع جوازات سفر حمراء .
اما الحكومة ممثلة برئيسها فانها ستوقع على مذكرة تفاهم مع البطل لتخليصها من عجز الموازنة، وتخفيض المديونية الخارجية، وانهاء البطالة والتضخم، والتعهد باكمال المشاريع الواقفة والتي يشوبها الفساد، واقتراح مسودة وطنية لتعديل التوقيت الشتوي بشكل ودي. بالاضافة الى مغلف سري يوضع بيد سوبرمان لرفع علاوات السفر والتنقل ورواتب الوزراء.
وسيعرض بعدها الاحزاب معارضتهم، والفلاحون مشاكلهم واصحاب المصانع شكاويهم، وطلاب المدارس والجامعات تذمرهم وسواقي التكاسي والسرافيس والباصات خيبة املهم واصحاب البسطات استياءهم ومربي المواشي نقص مواردهم والعمال انخفاض اجورهم. وفي نهاية الزيارة سينفي الناطق الرسمي باسم الحكومة تعرض الضيف لأزمة نفسية مؤكدا بانها فقط سكتة قلبية.
لم لا يظهر سوبرمان؟.
سؤال لا يزال يحيرني!.