قافلة الحرير
نائل العدوان
جو 24 : أعجبني اسم الصفقة التي أطلق عليها أصحابها بـ" الحرير"، وللوهلة الأولى فقد التبس علي الأمر بأن الصفقة المشبوهة والتي أنكر الجميع مسؤوليته عنها لا تتعدى بضع أمتار من القماش المحمل فوق ظهور الجمال الهائمة في الصحراء، وأن الأمر برمته مجرد تجارة خاسرة ستنقضي بانقضاء النهار، ليتبين لي فيما بعد أن الصفقة تتعلق بأموال الضمان الاجتماعي التي ستلعب دور القشة القاسمة لظهر البعير المسكين.
لكن دعونا لا نلتفت إلى القصة الحقيقية ولنكمل القصة الملتبسه والتي تقول أن القافلة التي حملت تجارة أهل الصحراء وأموالهم قد غرر بها من قبل فرسان القافلة الأشاوس والمؤهلين لحمايتها من اللصوص والمؤتمنين على سرها، وتزيد حبكة القصة إيلاما عندما ينشق هؤلاء الفرسان مشهرين غدرهم بوجه القافلة، ويعلنون طمعهم بالبضاعة المحملة والتي تعود ملكيتها للشعب الطيب، وينبري بالطبع في هذا المشهد بعض الغيورين على قوت الشعب لقتال العصابة، وتدور معركة طفيفة يتبارز فيها الطرفان بأسلحة تقليدية، لتنتهي المعركة بحصار العصابة للقافلة، ويبدو أن أصحاب القافلة لم يندهشوا من هذا الانقلاب المفاجئ، بل أن بعضهم قد انضم إلى الجانب الشرير.
ويظهر رئيس العصابة من فوق حصانه الأسود مستتراً بلثامه ومغروراً بانجازاته الشريرة، ولا يظهر من وجهه غير عينيه المتقدتين بطمع دفين، متصفحاً هاتفه النقال عن اخر أخبار الصحراء تارة ورافعا سلاحه الأوتوماتيكي بوجه القافلة تارة أخرى.
وينتظر القوم لاهثين أن يظهر المخلّص الموعود ليفك أسرهم من عصابة الأشرار، وتتجه أنظارهم إلى الأفق الذي ينتصف قمم الجبال في انتظار ظهوره لكن بلا جدوى، وإمعانا بالإصرار يوقد الأشرار ناراً لإعداد الشاي الأخضر منتظرين مع القوم الضعفاء خروج هذا المخلص لكنه لا يأتي، ويتفاجىء الجميع بعد ذلك برسالة اعتذار من المُخلّص عبر (الو تساب) عن هذا التأخير بدعوى انشغاله بإحدى قضايا الوطن. ويحدث أن يتنازل القوم بعد ذلك عن نوقهم وخيولهم وعيالهم وملابسهم الداخلية لصالح العصابة.
لا فرق بين القصتين سوى شيء واحد فقط وهو أن المُخلّص في القصة الأصلية لم يكلف نفسه حتى ببعث رسالة اعتذار. رسالة واحدة فقط.
لكن دعونا لا نلتفت إلى القصة الحقيقية ولنكمل القصة الملتبسه والتي تقول أن القافلة التي حملت تجارة أهل الصحراء وأموالهم قد غرر بها من قبل فرسان القافلة الأشاوس والمؤهلين لحمايتها من اللصوص والمؤتمنين على سرها، وتزيد حبكة القصة إيلاما عندما ينشق هؤلاء الفرسان مشهرين غدرهم بوجه القافلة، ويعلنون طمعهم بالبضاعة المحملة والتي تعود ملكيتها للشعب الطيب، وينبري بالطبع في هذا المشهد بعض الغيورين على قوت الشعب لقتال العصابة، وتدور معركة طفيفة يتبارز فيها الطرفان بأسلحة تقليدية، لتنتهي المعركة بحصار العصابة للقافلة، ويبدو أن أصحاب القافلة لم يندهشوا من هذا الانقلاب المفاجئ، بل أن بعضهم قد انضم إلى الجانب الشرير.
ويظهر رئيس العصابة من فوق حصانه الأسود مستتراً بلثامه ومغروراً بانجازاته الشريرة، ولا يظهر من وجهه غير عينيه المتقدتين بطمع دفين، متصفحاً هاتفه النقال عن اخر أخبار الصحراء تارة ورافعا سلاحه الأوتوماتيكي بوجه القافلة تارة أخرى.
وينتظر القوم لاهثين أن يظهر المخلّص الموعود ليفك أسرهم من عصابة الأشرار، وتتجه أنظارهم إلى الأفق الذي ينتصف قمم الجبال في انتظار ظهوره لكن بلا جدوى، وإمعانا بالإصرار يوقد الأشرار ناراً لإعداد الشاي الأخضر منتظرين مع القوم الضعفاء خروج هذا المخلص لكنه لا يأتي، ويتفاجىء الجميع بعد ذلك برسالة اعتذار من المُخلّص عبر (الو تساب) عن هذا التأخير بدعوى انشغاله بإحدى قضايا الوطن. ويحدث أن يتنازل القوم بعد ذلك عن نوقهم وخيولهم وعيالهم وملابسهم الداخلية لصالح العصابة.
لا فرق بين القصتين سوى شيء واحد فقط وهو أن المُخلّص في القصة الأصلية لم يكلف نفسه حتى ببعث رسالة اعتذار. رسالة واحدة فقط.
تابعو الأردن 24 على 
