jo24_banner
jo24_banner

العاب الموت

نائل العدوان
جو 24 : لا أعرف ما هو الرابط العجيب بين الألعاب النارية - المتداولة بين أيدي الأطفال- وبين قدوم شهر رمضان، فعاده يرتبط هذا الشهر الفضيل بالصيام والعبادة والتراويح والدعاء والهلال والقناديل والمسحراتي وقمر الدين والقطايف، لكن الوضع اختلف الآن بعد أن انتهك البارود حرمة بيوتنا وصار الحصول على الألعاب النارية أسهل من شراء رغيف خبز.

تلك الألعاب والتي تشبه العاب الموت منتشرة في كل حارة ومدينة وبسطة أو سوبرماركت وبأسعار منافسة وأصناف متنوعة . إليكم ما كتبه احد الباعه على باب متجره ليروج هذه الألعاب:

بشرى سارة لأطفالنا الأعزاء

اقوي عرض للألعاب النارية في شهر رمضان المبارك على مستوى المملكة....

باكيت الفتاش 60 حبه حجم صغير بدينار

أربع قنابل فاخرة دينار

بازوكه 5 دنانير /اشتري 2 واحصل على الثالثة مجانا

صواريخ متعددة الأغراض 12 دينار ونصف

والمفاجأة الكبرى فتاش بوب للفتيات سعر الباكيت نصف دينار

نرجو من الجميع إخبار الأصدقاء لتعم الفائدة وكل عام وانتم بخير.

إذا حتى المسميات التي أطلقت على هذه الألعاب مخيفة وترعب النفس وتترك في ذاكره الطفل ثقافة العنف والحرب وهذا ما شهدناه قبل أيام في حادثة مقتل شابين في جبل الجوفة نتيجة لهذه الألعاب التي لا مبرر لوجودها في السوق الا الدمار والقتل.

وان سنحت لك الفرصة ومررت بإحدى البسطات -المترامية بكثره على جنبات الشوارع- وسألت عن العاب نارية فيجب عليك أولا أن تحفظ أسمائها جيدا وتحدد طلبك: صاروخ ، قنبلة، بازوكه .. ، وفي نفس السياق فأنه من الأجدر أن تفحص البضاعة قبل أخذها، فقد تكون (مبرده أو مضروبة).

لعبة الموت السابقة تتشابك في الإعداد لها أكثر من حلقة في سلسلة طويلة لتصل يد الطفل ، تبدأ هذه السلسلة بالحلقة الأهم وهو ولي الأمر الذي ألح عليه طفله لشراء هذه الألعاب وقطع الشارع لأقرب بسطة اوسوبرماركت لجلبها له وتحت بند: خليه ينبسط.

ثم يأتي التاجر الجشع الذي يبيع البضاعة ويروج لها كأنها نوع من أنواع الحلويات أو الملابس دون أدنى اهتمام بنتائجها أو خطورة اللعب فيها، وأخيرا تأتي الحلقة الأخطر والاهم وهي جالب البضاعة للبلد.
وإذا علمنا أن الألعاب النارية محظورة ولا يسمح باستيرادها ولا بيعها فالسؤال الذي يطرح نفسه من أين؟.

وبجهد بسيط لك سيتبين أن البضاعة بمجملها مهربة!
لكن كيف يتم إغراق سوق بالكامل ببضاعة مهربه وخطيرة، وكيف يتم التغاضي عن بيعها وبشكل سهل وبدون أي ضوابط أمنية تراعي شروط السلامة العامة.

الأسئلة كثيرة ومتعددة ويعرف المسؤولون في مديرية مكافحة التهريب وفي أمانة عمان والبلديات إجاباتها وحلولها الناجعة.
فهل سننتظر طويلا قبل أن ننزع هذه الألعاب من أيادي أطفالنا.



تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير