الى الأبد
نائل العدوان
جو 24 : منذ ان ادلى باصبعه في فوهة الحبر وشعور بالاثم يستولي عليه.
لم يشأ خوض هذه التجربة برمتها، حاول التملص وتجاهل امر الحبر، لكن "حاجب الصندوق" اصر على ذلك مؤكدا له انها علامة على نزاهة الانتخابات، ناصحا له بان يرفع اصبعة عاليا دلالة على اداء واجبه الوطني بانتخاب الرئيس.
كانت الانظار مصوبة نحو سبابته اليسرى التي تلوثت باللون الازرق.
اخرج منديلا ومسح طرف اصبعه، لكن الحاجب ابتسم في وجهه هذه المرة قائلا : السر يكمن بعدم الزوال ، الم اقل لك بانها نزيهه !.
لم يعر انتباها لكلام الحاجب وابتسامات الناخبين من حوله، كان عقله مشغولا ببقعة الحبر التي أحس بدغدغدتها المتزايده وامتداد انتشارها لكامل اصبعه.
اخفى يده اليسرى عن الماره، أحس بان عيونهم ستخترق جيب بنطاله لمعرفة نزاهة اقتراعه. كانوا يرفعون اياديهم اليسرى بشكل فاضح للحياء، أظهروا اصابع السبابة المتلونة كمن يطلب اذناً بالخلاص.
تأمل جليا صور الرئيس الوحيده التي علت ردهات السوق وسدت منافذ عبور المشاه، احس بأن عينيه ايضا تراقب جيبة بنطالة بحذر شديد .
عند وصوله لبيته، كان اللون الازرق قد تحول الى لون اخضر داكن في جميع جوانب جسده،
اللزوجة التي صاحبت تحول اللون جعلته غير قادر على الوقوف، انتفض عدة مرات محاولا اسناد جسده إلى الجدار، لكنه كان يحس بخدر في رجليه وجاذبية للارض تجعله يمشي على اربعة اقدام .
صرخ باعلى صوته طالبا النجدة ، لكن لسانه الذي استطال خارج فمه منعه من الكلام ، تذكر انه قد ادلى باخر صوت للرئيس والذي تربع فوق كرسيه حتى قبل موعد النتائج.
زحف حتى وصل الى المرآة، هاله منظر المخلوق الذي انعكس أمامه، كان جسده قد تضاءل متحولا بالكامل الى اللون الأخضر، ملامح بلاهة انعكست فوق محياه، بينما تضخمت عيناه وتكورت وجنتاه.
كيف سأخرج للناس بهذا الشكل!، حدّث نفسه محاولاً الصراخ مرة أخرى.
ارتد صدى صراخة في حجرات منزله فابتئس وحاول البكاء، لكن الصوت ذاته تكرر ليملئ الفضاء، انتفض من مكانه فأحس بأنه يقفز بالهواء، سعل بقوة فعاد الصوت مضخماً هذه المرة من خارج غرفته.
قفز بحرية نحو النافذه ثم نظر الى الخارج.
كان الشارع يعج بضفادع خضراء تشبهه، منتفخة البطون تبحث عن ذبابة كانت تتنقل بتلقائية فوق اسطح السيارات والدكاكين واكياس القمامة وصور الرئيس الباقية الى الابد.
لم يشأ خوض هذه التجربة برمتها، حاول التملص وتجاهل امر الحبر، لكن "حاجب الصندوق" اصر على ذلك مؤكدا له انها علامة على نزاهة الانتخابات، ناصحا له بان يرفع اصبعة عاليا دلالة على اداء واجبه الوطني بانتخاب الرئيس.
كانت الانظار مصوبة نحو سبابته اليسرى التي تلوثت باللون الازرق.
اخرج منديلا ومسح طرف اصبعه، لكن الحاجب ابتسم في وجهه هذه المرة قائلا : السر يكمن بعدم الزوال ، الم اقل لك بانها نزيهه !.
لم يعر انتباها لكلام الحاجب وابتسامات الناخبين من حوله، كان عقله مشغولا ببقعة الحبر التي أحس بدغدغدتها المتزايده وامتداد انتشارها لكامل اصبعه.
اخفى يده اليسرى عن الماره، أحس بان عيونهم ستخترق جيب بنطاله لمعرفة نزاهة اقتراعه. كانوا يرفعون اياديهم اليسرى بشكل فاضح للحياء، أظهروا اصابع السبابة المتلونة كمن يطلب اذناً بالخلاص.
تأمل جليا صور الرئيس الوحيده التي علت ردهات السوق وسدت منافذ عبور المشاه، احس بأن عينيه ايضا تراقب جيبة بنطالة بحذر شديد .
عند وصوله لبيته، كان اللون الازرق قد تحول الى لون اخضر داكن في جميع جوانب جسده،
اللزوجة التي صاحبت تحول اللون جعلته غير قادر على الوقوف، انتفض عدة مرات محاولا اسناد جسده إلى الجدار، لكنه كان يحس بخدر في رجليه وجاذبية للارض تجعله يمشي على اربعة اقدام .
صرخ باعلى صوته طالبا النجدة ، لكن لسانه الذي استطال خارج فمه منعه من الكلام ، تذكر انه قد ادلى باخر صوت للرئيس والذي تربع فوق كرسيه حتى قبل موعد النتائج.
زحف حتى وصل الى المرآة، هاله منظر المخلوق الذي انعكس أمامه، كان جسده قد تضاءل متحولا بالكامل الى اللون الأخضر، ملامح بلاهة انعكست فوق محياه، بينما تضخمت عيناه وتكورت وجنتاه.
كيف سأخرج للناس بهذا الشكل!، حدّث نفسه محاولاً الصراخ مرة أخرى.
ارتد صدى صراخة في حجرات منزله فابتئس وحاول البكاء، لكن الصوت ذاته تكرر ليملئ الفضاء، انتفض من مكانه فأحس بأنه يقفز بالهواء، سعل بقوة فعاد الصوت مضخماً هذه المرة من خارج غرفته.
قفز بحرية نحو النافذه ثم نظر الى الخارج.
كان الشارع يعج بضفادع خضراء تشبهه، منتفخة البطون تبحث عن ذبابة كانت تتنقل بتلقائية فوق اسطح السيارات والدكاكين واكياس القمامة وصور الرئيس الباقية الى الابد.