"الطاسوس"
نائل العدوان
جو 24 : اقترب الحاجب من رئيس الحكماء....
كان يجلس بصمت فوق كرسيه الذي طعم بالماس والعوسج ، فيما تناثرت من حوله صنوف الاطعمة والفاكهة وما لذ وما طاب منها .
"سيدي ..... تقرير الاخبار لهذا اليوم" . همس الحاجب بصوت متهدج ثم مد يده بالتقرير.
امسك الطاسوس اللفافة وقرا بملء صوته :
"وهو الطاسوس الذي سلب العباد الأمان وأورثهم الألم والجوع...
مكوس وضرائب وغلاء في العيش وقلة في المحاصيل والزرع والبيع ...هذا ابتلاء من السماء اسمه " الطاسوس" فاسقطوه ، فانه ان دخل مدينة أفقر اهلها و أفسد مالها ببغائه و ..." ...لم يكمل االمكتوب .
قام من مجلسة كمن أصابه الجن ، انتفخت اوداجه ثم تزعنفت أذناه كسمكة قرش ، صرخ لقائد العسس ان يجمع مجلس الحكماء في هذه الساعة ...
قال "الطاسوس" بعد ان تشرنقوا حوله : من نشر هذا الخطاب عني، وأشار الى التقرير بيده منددا أمام المجلس.
"انه الشاعر يا مولاي، شاعر المدينة وخطيبها" ،قال حكيم الاعلام.
"ومن نقل الخبر لعامة الشعب" ....أردف الطاسوس بحنق شديد.
"انه حمام المدينة ونساؤها" ....
كانت سلالم الغضب تتصاعد فوق محيا الطاسوس كلما أوغل الحكيم بشرحه.
"احضروا لـي الشاعر أيها الحمقى"
نفث الطاسوس غضبه ، ثم أشار الى قائد العسس الذي تحودب كسلحفاة من أمامه.
هرع كبير الحرس لاحضار الشاعر، مخلفا جموع الحكماء في هرج ومرج ....
جيء بالشاعر بعد ساعة مكبلا بالأصفاد ودماءه تعلو وجهه.
كان الحكماء يرفلون بالدعاء بسرهم كي ينتهي هذا المشهد على خير.
"اقطعوا راس هذا الزنديق" ، انتفض الطاسوس من مجلسة رافعا قبضة يده اليمنى و ملوحا بها امام الحكماء...
ثم استرسل بحكمه: "وليصدر مرسوما بقتل كل الحمام في المدينة .....حالا".
كان العراف يشب النار في زاوية المجلس .... قال مخاطبا النار:
"وتحرم النساء من الكلام" ، ثم استدار لمجلس الحكماء.
انتبه "الطاسوس" لكلام العراف وأمر بان تقطع السنة نساء المدينة واحدة تلو الاخرى .
دقت طبول المدينة إيذانا بحرب على الحمام وخطباء المدينة وشعرائها وتقطيع السنه نسائها وتكميم أفواه رجالها.
طار الحمام بعيدا عن المدينة ولم تستطع ألارمحة منعه من نقل الاخبار ولم يستطع حراس الطاسوس اصطياده.
كان يلتقط حبات القمح ليعاود الطيران منتقلا بين البيوت منددا بقرارات "الطاسوس".
قال العراف : "احرقوا الحنطة كي يموت الحمام"
ومات الحمام ...
كانت المدينة تغلي من القهر على حرية أفقدت عنوة عنها.
لا حنطة في البلد ... لا حمام ... لا أمل
كان يجلس بصمت فوق كرسيه الذي طعم بالماس والعوسج ، فيما تناثرت من حوله صنوف الاطعمة والفاكهة وما لذ وما طاب منها .
"سيدي ..... تقرير الاخبار لهذا اليوم" . همس الحاجب بصوت متهدج ثم مد يده بالتقرير.
امسك الطاسوس اللفافة وقرا بملء صوته :
"وهو الطاسوس الذي سلب العباد الأمان وأورثهم الألم والجوع...
مكوس وضرائب وغلاء في العيش وقلة في المحاصيل والزرع والبيع ...هذا ابتلاء من السماء اسمه " الطاسوس" فاسقطوه ، فانه ان دخل مدينة أفقر اهلها و أفسد مالها ببغائه و ..." ...لم يكمل االمكتوب .
قام من مجلسة كمن أصابه الجن ، انتفخت اوداجه ثم تزعنفت أذناه كسمكة قرش ، صرخ لقائد العسس ان يجمع مجلس الحكماء في هذه الساعة ...
قال "الطاسوس" بعد ان تشرنقوا حوله : من نشر هذا الخطاب عني، وأشار الى التقرير بيده منددا أمام المجلس.
"انه الشاعر يا مولاي، شاعر المدينة وخطيبها" ،قال حكيم الاعلام.
"ومن نقل الخبر لعامة الشعب" ....أردف الطاسوس بحنق شديد.
"انه حمام المدينة ونساؤها" ....
كانت سلالم الغضب تتصاعد فوق محيا الطاسوس كلما أوغل الحكيم بشرحه.
"احضروا لـي الشاعر أيها الحمقى"
نفث الطاسوس غضبه ، ثم أشار الى قائد العسس الذي تحودب كسلحفاة من أمامه.
هرع كبير الحرس لاحضار الشاعر، مخلفا جموع الحكماء في هرج ومرج ....
جيء بالشاعر بعد ساعة مكبلا بالأصفاد ودماءه تعلو وجهه.
كان الحكماء يرفلون بالدعاء بسرهم كي ينتهي هذا المشهد على خير.
"اقطعوا راس هذا الزنديق" ، انتفض الطاسوس من مجلسة رافعا قبضة يده اليمنى و ملوحا بها امام الحكماء...
ثم استرسل بحكمه: "وليصدر مرسوما بقتل كل الحمام في المدينة .....حالا".
كان العراف يشب النار في زاوية المجلس .... قال مخاطبا النار:
"وتحرم النساء من الكلام" ، ثم استدار لمجلس الحكماء.
انتبه "الطاسوس" لكلام العراف وأمر بان تقطع السنة نساء المدينة واحدة تلو الاخرى .
دقت طبول المدينة إيذانا بحرب على الحمام وخطباء المدينة وشعرائها وتقطيع السنه نسائها وتكميم أفواه رجالها.
طار الحمام بعيدا عن المدينة ولم تستطع ألارمحة منعه من نقل الاخبار ولم يستطع حراس الطاسوس اصطياده.
كان يلتقط حبات القمح ليعاود الطيران منتقلا بين البيوت منددا بقرارات "الطاسوس".
قال العراف : "احرقوا الحنطة كي يموت الحمام"
ومات الحمام ...
كانت المدينة تغلي من القهر على حرية أفقدت عنوة عنها.
لا حنطة في البلد ... لا حمام ... لا أمل