jo24_banner
jo24_banner

القدس ليست سلعة للمقايضة

سلامة العكور
جو 24 :

مرة اخرى يظهر الرئيس الاميركي باراك اوباما انه منحاز بالمطلق لاسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية وعلى حساب السلام والامن والاستقرار في المنطقة..


ففي عملية مقايضة بينه وبين اللوبي الصهيوني في بلاده يعلن اوباما انه يدخل على اجندة حملته الانتخابية ان القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل مقابل كسب اصوات اليهود العنصريين هناك..
هذا الموقف الذي يتخذه الرئيس اوباما انما يدل على روح انتهازية ذاتية رخيصة..وذلك لانه لا يتوافق مع المصالح الاميركية الهائلة في المنطقة، ولا يحسب حسابا لدافعي الضرائب من ابناء الشعب الاميركي الذين يتطلعون الى علاقات افضل مع شعوب منطقتنا.


على اي حال فان موقف اوباما لم يفاجئنا ابدا بعد ان تنكر لمضامين خطاباته في القاهرة واسطنبول وبغداد وفي اكثر من عاصمة عربية اخرى مؤكدا انه مع السلام العادل ومع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.


وانه مع اشاعة الامن والتقدم والازدهار لشعوب المنطقة.
ان هذا الموقف الذي اتخذه اوباما جزء من مواقفه البائسة في حملة التنافس مع خصمه المرشح الجمهوري الذي زار اسرائيل واعلن عن موقف مماثل لموقف اوباما حول مستقبل القدس..فهل يجوز ان تفرض واشنطن وصايتها على القدس وتمنحها لاسرائيل كما تشاء ؟!


نعرف منذ عقود ان اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يشارك بصورة مباشرة وغير مباشرة في صنع السياسة الخارجية الاميركية ولا سيما السياسة الشرق اوسطية.. ففي الكونغرس مجموعة كبيرة ومتنفذة من الانصار والمؤيدين لاسرائيل وكذلك له انصار في مختلف مؤسسات السيادة الاميركية.


ومنذ اقامة الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي والولايات المتحدة تقدم له كل اشكال الدعم المالي والسياسي والعسكري.


وتدافع عن سياسته العدوانية والاستيطانية في فلسطين وفي الارض العربية،
ورغم ذلك كله قامت الادارات الاميركية ولا تزال بجهود مفتعلة وكاذبة لتحقيق السلام في المنطقة من خلال انهاء الصراع العربي الصهيوني على اساس مبادرات سلمية اجهضتها اسرائيل بتنسيق مع واشنطن..


وجميع الجهود الامريكية المبذولة على صعيد محاولات احلال السلام في المنطقة هي جهود شكلية وغير جادة وتنطوي على تنكر سافر للحقوق الفلسطينية والعربية.. وقد لعبت واشنطن دورا معاديا لامتنا ولقضاياها العادلة لحساب اسرائيل واطماعها التوسعية في المنطقة..


وغالبا ما تجهد واشنطن مع عواصم الدول الاستعمارية الكبرى لاظهاراسرائيل واحة ديموقراطية حضارية ومحاطة بشعوب عربية متخلفة وتريد رميها في البحر او مسحها عن الوجود..
هذا كله معروف لدى شعوبنا.. ولكن لا تزال الدول العربية تراهن على الدور الاميركي والغربي كوسيط مؤثر في مساعي احلال السلام في المنطقة..


وهنا نتساءل: هل ستكف الدول العربية عن هذا الرهان غير المنطقي وغير الموضوعي وغير الجدي بعد مواقف مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري من مستقبل القدس العربية ؟!..
وهل سيعتمد الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة على نفسه في نضاله العادل مدعوما دعما حقيقيا من اشقائه العرب لاستعادة حقوقه الوطنية ؟!..


وهل المصالحة الوطنية الفلسطينية ووحدة قوى المقاومة سترى النور على المدى المنظور ؟!..سنرى..

(الراي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير