إسرائيل هي العدو

جو 24 : من المستهجن ملاحظة أن بعض الاوساط العربية غدت تتناسى ما قارفه العدو الاسرائيلي ويقارفه من جرائم عنصرية يندى لها جبين الانسانية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وما يحتله ويصادره من أراض فلسطينية وعربية.. وتتناسى احتلاله لجنوب لبنان ثم عدوانه الفاشي على لبنان في العام «2006»م ثم عدوانه المدمر على قطاع غزة في العام «2008»م وكأن شيئا لم يكن..وكذلك تتناسى ما لهذا العدو العنصري من اطماع استيطانية توسعية في الارض الفلسطينية والعربية وكأن هذا كله لا يعنيها في شيء.. بل وتذهب بعيدا في صرف النظر عن سياسات هذا العدو لتصنع لأمة العرب عدوا خطيرا هو في حقيقة الأمر ليس بالعدو.. والعدو الوهمي الذي تصنعه بعض الاوساط العربية وتحاول إقناع أمتنا بذلك هو إيران التي تجهد اسرائيل لحشد التأييد العربي والاسلامي أيضا لشن عدوان عليها وتدمير منشآتها النووية..

وهنا نريد لفت نظر هذه الاوساط العربية إياها إلى أن قوات الاحتلال الاسرائيلي وقبل يومين فقط شنت عدوانا واسعا وحملات دهم واسعة في مناطق مختلفة من مدن وقرى الضفة الغربية واعتقلت عشرات المواطنين..كما توغلت في دير البلح والبريج وخان يونس في قطاع غزة.. وقررت حكومة نتنياهو مصادرة مئات الدونمات من أراضي غرب نابلس بهدف فتح وتوسعة طريق التفافية يسلكها المستوطنون.. وبموازاة هذه الاجراءات الاسرائيلية فقد صعّد نتنياهو تهديده بمهاجمة إيران قائلا: « إذا رفضت القوى العالمية تحديد خط أحمر لبرنامج ايران النووي فلا يمكنها مطالبة اسرائيل بعدم شن هجوم عليها «..وتقول مصادر صحفية اسرائيلية إن الجيش الاسرائيلي متأهب بانتظار ساعة الصفر لشن هجوم على المنشأت النووية الايرانية الموزعة على عدد من المناطق المتباعدة..علما بأن حكومة طهران ما انفكت تؤكد أن برنامجها النووي للأغراض السلمية وأنها ليست بصدد صنع أسلحة نووية..وكما للدول الاخرى حق في إنشاء مفاعلات نووية فإن لايران الحق ذاته.. وهنا نتساءل: لماذا تتناسى بعض الاوساط العربية تأييد ايران للقضية الفلسطينية وتتجاهل عداءها لإسرائيل وليس للعرب ؟..وان اسرائيل لا تخشى في سياساتها الداخلية والخارجية سوى ايران وقدراتها العسكرية، وهي تمارس مختلف واقسى الضغوط على واشنطن والعواصم الغربية الكبرى من اجل دفعها لشن حرب على ايران غير مكتفية بما تفرضه هذه العواصم من عقوبات سياسية اقتصادية وتجارية وسياحية قاسية على طهران.
إن على الاوساط العربية اياها عدم تأييد او تشجيع اي عدوان اسرائيلي او اميركي على ايران...وعليها الكف عن اعتبار ايران دولة معادية للعرب...واسرائيل هي عدوها الوحيد في المنطقة..واي حرب قد تشنها اسرائيل بتنسيق مع واشنطن وحليفاتها او بمشاركتها، ستكون الدول والشعوب العربية في قلب اتون الحرب الاقليمية او الدولية المحتملة، وستكون الخاسر الاكثر فيها.
الرأي