في ذكرى مجزرة «صبرا وشاتيلا»
قبل ثلاثين عاما وفي مثل هذه الايام من ايام ايلول ,نفذت الميليشيات المسيحية اليمينية الموالية لإسرائيل وبدعم وتسهيلات من الجيش الاسرائيلي العنصري مجزرة مخيمي « صبرا وشاتيلا» الواقعين جنوب العاصمة اللبنانية بيروت.. حيث اجتاحت الميليشيات المسيحية الفاشية وبمساعدة الجيش الاسرائيلي بيروت الغربية ذات الاغلبية الاسلامية في « 16» ايلول 1982 م ونفذت على امتداد ثلاثة أيام بلياليها أبشع مجزرة في تاريخ الانسانية ..حيث ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى من النساء والاطفال والمسنين الذين مثلت الميليشيات برفاتهم أبشع تمثيل.. فمن قطع لرؤوس الاطفال إلى بقر بطون النساء الحبالى إلى اغتصاب الصبايا ثم اطلاق الرصاص الحي عليهن إلى دهس العشرات بالسيارات إلخ..الخ..
كل ذلك ولم تتدخل واشنطن وحليفاتها من العواصم الغربية التي تملأ الدنيا بذرف دموع التماسيح على حقوق الانسان لمساءلة اسرائيل وعملائها من الميليشيات الانعزالية على هذه الجرائم التي يندى لها جبين البشرية .. لقد كانت قيادة منظمة التحرير قد غادرت مع مقاتليها بيروت مكرهة بضغوط اميركية وعربية.. مما فتح المجال واسعا أمام تلك الميليشيات بقيادة حبيقة لتنفيذ تلك المجزرة الرهيبة .
وكانت اسرائيل قد نفذت أبشع المجازر قبل وبعد هذه المجزرة .. ومنذ ذلك التاريخ وقبله والولايات المتحدة تفرض نفسها وسيطا لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي ولاحلال السلام بالمنطقة ..ولكن دعمها لاسرائيل ولاطماعها التوسعية في الاراضي الفلسطينية والعربية وكذلك تأييدها لسياستها العدوانية بالمنطقة قد أجهض مبادرات ومحاولات تحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني.. وها هو جيش اسرائيل يسرح ويمرح في الاراضي والمياه الفلسطينية .. فيقتل من يشاء من أبناء فلسطين واطفالها وحرائرها ويعتقل من يشاء ويعذب من يشاء ..وهاهي جرافات اسرائيل تفعل فعلها في المسجد الاقصى المبارك ومحتوياته وباحاته وبواباته.. وتفعل فعلها بجميع المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والخليل وبيت لحم وغيرها ..ولا تجد من الدول العربية والاسلامية أو من الدول الكبرى التي تزعم حرصها على السلام بالمنطقة من يردعها ويوقفها عند حدها.. إن الدول العربية والاجنبية منشغلة بقضايا أخرى غير القضية الفلسطينية التي لم تعد لها الاولوية ..إن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يعاني اليوم من شح الموارد ومن انعدام الدعم المالي العربي والغربي..كما يعاني من انعدام الامن والامان ومن قساوة الظروف المعيشية والاجتماعية والصحية ..وهذا ما دفع الرئيس محمود عباس للتلويح بإلغاء اتفاق أوسلو.. مما يرتب على ذلك تنحي الرئاسة وحل الحكومة والعودة بالقضية الفلسطينية إلى المربع الاول..لا سيما وقد ثبت أن اسرائيل لا تريد السلام وأن كل همها منصب على تهويد القدس وانتزاع اعتراف دولي كامل بيهودية الدولة العبرية.. وهنا نقول أن الشعب الفلسطيني وحده القادر بنضاله الباسل وبوحدته الوطنية على وقف المجازر وعمليات القتل والاعتقال والتجويع الإسرائيلية ضد أبنائه..وهو القادر على إعادة قضيته إلى كونها القضية المركزية في الاهتمام العربي والدولي..وهو القادر على استعادة حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة..
(الرأي)