الملك يشخص أسباب وجوهر الصراع في الشرق الاوسط

البرنامج النووي الايراني لايثير مخاوف اسرائيل فقط , بل يثير قلق واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي ودول حلف « الناتو « أيضا .. وقد مارست الدول الغربية ضغوطا قاسية وفرضت عقوبات اقتصادية وتجارية وسياسية أشد قسوة على ايران لاجبارها على التخلي عن برنامجها النووي.. لكن حكومة طهران تستخف بهذه الضغوط والعقوبات مؤكدة أن من حقها توليد الطاقة التي تحتاجها من مفاعلاتها النووية التي تقول أنها للاغراض السلمية ..تل أبيب وواشنطن والعواصم الغربية لم تفكر ولم تبحث في أسباب إصرار حكومة طهران على الاستمرار في برنامجها النووي انطلاقا من كون أن لكل شيء سببا ودافعا ..فجاء كلام الملك عبدالله الثاني في مقابلته مع برنامج « ذي ديلي شو « ليشخص المشكلة بأسبابها ودوافعها امام الرأي العام الدولي .. واضعا النقاط على الحروف بمنتهى الصراحة والوضوح وبالجرأة التي يتمتع بها جلالته ..حيث قال :ـ « إن ما يقلق العالم الغربي فيما يتصل بايران هو برنامجها النووي , وأن إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطيتية سيكون المدخل المناسب لحل الكثير من المشاكل في المنطقة ومنها البرنامج النووي الايراني ..وعندها لن يكون هناك مبرر لسباق التسلح بالمنطقة ..وفي خطابه في الامم المتحدة وضع جلالته ممثلي الدول الأعضاء في صورة السياسة العدوانية والتوسعية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والعربية مفندا همجية الاحتلال الاسرائيلي في تعاملها مع الشعب الفلسطيني ..

وقد لعبت واشنطن دورا تآمريا خبيثا في إضعاف النضال الوطني الفلسطيني وضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية ..وبالمقابل قدمت وتقدم لاسرائيل كل أشكال الدعم المالي والسياسي والعسكري والتقني ..وذلك ظنا منها أن الدول العربية ستظل ضعيفة ..وأن التفوق العسكري الاسرائيلي أبدي ..

لقد هبت رياح الربيع العربي لتفجر صحوة شعبية في معظم أقطار العروبة ولتؤكد على ضرورة ردع اسرائيل ووضع حد لغطرستها وعربدتها ..وبالتالي إنهاء احتلالها وتحرير الشعب الفلسطيني من جبروتها وطغيانها..فهل تحاول واشنطن والعواصم الغربية التنبه إلى ما جاء في كلام جلالته حول أسباب مخاوف اسرائيل من البرنامج النووي الايراني وحول احتمال تسارع سباق التسلح في المنطقة ؟..

فالقضية الفلسطينية إذا لم تجد الحل العادل والشامل فإن مخاوف اسرائيل وأمريكا والعالم الغربي بأسره لن تنتهي أبدا..

الراي