إسرائيل من منظار الباحثين الأميركيين ..
في رده على الضغوط الامريكية والغربية التي يتعرض لها والسلطة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات مع اسرائيل أبلغ الرئيس محمود عباس السفراء الأجانب في رام الله أنه يقبل بأن تكون بيانات الاتحاد الاوروبي أساسا لعودة المفاوضات..
وكانت واشنطن وعواصم أوروبية قد جمدت المساعدات المالية للفلسطينيين مطالبة باستئناف المفاوضات مع اسرائيل أولا , ومطالبة بعدم تقديم مشروع قرارفلسطيني للأمم المتحدة في تشرين الثاني المقبل للحصول على دولة غير كاملة العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة .. والمعروف أن بيانات الاتحاد الاوروبي تشدد على اعتبار الضفة الغربية والقدس الشرقية من المناطق المحتلة من قبل اسرائيل وليست مناطق متنازع عليها ..وهي تطالب اسرائيل بالانسحاب منها ..
وهذه المناطق تشهد حملة استيطان اسرائيلية واسعة ..وقد طالبت الامم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره اسرائيل بوقف عمليات الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات ولكن اسرائيل أمعنت في تعنتها ولم تستجب ..ورغم ذلك فإن الجانب الفلسطيني يقبل استئناف المفاوضات على أساس موقف الاتحاد الاوروبي ..
إن اسرائيل تعاني هذه الايام من حالة رعب ملحوظة جراء معلومات وصلتها تشير إلى اقتراب توصل ايران إلى صنع أسلحة نووية بعد أن تمكنت من صنع صواريخ وأسلحة متقدمة في تطورها ..
والذي أثار رعب المجتمع الاسرائيلي أكثر فأكثر ما جاء في حديث وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر لصحيفة « نيويورك تايمز « حول نهاية اسرائيل كدولة.. حيث قال : « بعد عشر سنوات من اليوم لن تكون اسرائيل موجودة ..وأن اسرائيل منتهية كدولة في غضون عشرة أعوام ..» ولم يطلب كيسنجر المعروف بتأييده وبدعمه المطلق لاسرائيل ويحث الادارات الامريكية المتعاقبة على حماية أمن اسرائيل ودعمها ماليا وسياسيا وعسكريا وتقنيا أي دعم جديد لاسرائيل ..ومن الواضح أن كيسنجر لم يقل ما قاله غضبا عليها , بل لأن لديه أسبابا مقنعة لدرجة كبيرة دعته إلى ذلك ..
وقد تزامنت تصريحات كيسنجر مع تقرير أعدته « 16 « مؤسسة استخبارية امريكية كتقرير مشترك تحت عنوان « الإعداد لشرق أوسط في مرحلة ما بعد اسرائيل « ..وهذا التقرير يؤكد أن انتهاء اسرائيل كدولة في المنطقة أصبح حتميا وقريبا بسبب المد الثوري الشعبي الذي يجتاح المنطقة .. وبسبب انحسار العلاقات وتراجع التسهيلات التي تقدمها دول لها في المنطقة .. وإذا كان مرشحا الحزبين الديمقراطي والجمهوري للرئاسة الامريكية يتسابقان في تقديم الوعود والتعهدات للمنظمات الصهيونية بحماية أمن اسرائيل والاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للدولة اليهودية على أرض فلسطين , فإنه لم يخفف من رعب المجتمع الاسرائيلي شيئا ..
من هنا فإن على حكومة اسرائيل وأحزابها العنصرية أن تكف عن عربدتها وعن تدنيس المؤسسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفي الخليل وبيت لحم وغيرها ..وعليها مراجعة سياساتها العدوانية والنظر إلى ما تشهده المنطقة من تطورات دراماتيكية عاصفة وما يهب في أرجائها من رياح الربيع العربي الذي سيتوج حتما بانتصار إرادة الشعوب التي ترفض بقاء اسرائيل العنصرية العدوانية في قلب الوطن العربي على أيدي الدول الاستعمارية الكبرى ..فلا يصح إلا الصحيح ..