الحراكات الشعبية والمعارضة
تصر جماعة الاخوان المسلمين وحزبها «العمل الاسلامي» على ضرورة تلبية مطالبهم بتعديل قانون الانتخابات أولا لإنهاء مقاطعتها ..ثم التوجه للمطالبة بأمور أخرى طابعها إصلاحي ـ دستوري وإداري وعلى النحو الذي أشار إليه القيادي سالم الفلاحات لتحديد صلاحيات الملك .. وفي هذا إجحاف واضح لقوى الحراكات الشعبية والشبابية ولطلائع بعض العشائر التي تواصل التظاهر والاعتصام في العاصمة وفي المحافظات رافضة قانون الصوت الواحد ومطالبة بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبمكافحة الفساد ومساءلة رموزها واستعادة ما نهب من المال العام .. ولكن دون المطالبة بمس صلاحيات الملك ..ويرى المراقبون أن الحراكات الشعبية والشبابية الفاعلة إنما تمثل المحور الجدي والحقيقي للمعارضة الوطنية باعتبارها تتمسك بمواقفها وبمطالبها المعلنة ولا تقبل المساومة أو المقايضةبحثا في المدى القريب عن مقاعد برلمانية أو عن مناصب في السلطتين التنفيذية والتشريعية أو في غيرهما من مؤسسات الدولة .
واللافت أن الحراكات الشعبية والشبابية عازمة على مواصلة الاحتجاجات بالاعتصامات حينا وبالمسيرات حينا آخر حتى تلبية مطالبها التي تعتبرها عادلة ومشروعة ..ويشارك هذه القوى في فعالياتها وتوجهاتها قوى حزبية وسياسية قومية ويسارية أيقظها الربيع العربي وبعث في اوصالها جذوة حياة وفي عروقها دما جديدا فنزلت إلى الميادين والشوارع رافعة شعارات الحراكات الشعبية والشبابية وتكاد تكون متماهية ومنسجمة ومتناغمة معها في مختلف مطالبها المشروعة .. وقد ظهر موقف هذه القوى جليا مميزا في مناهضة رفع الدعم عن المحروقات .. ويرى المراقبون أن الاخوان المسلمين الذين شجعهم ورفع من سقف مطالبهم وصول الحركات الاسلامية في مصر وفي تونس لسدة الحكم ,هم بانتظار تطورات الوضع في سوريا لصوغ شعاراتهم وتفعيل موقفهم وفقا لنتائج الصراع الدامي هناك.. وشعاراتهم تتراوح بين مطالب الحراكات الشعبية والشبابية وبين المطالبة بتعديلات دستورية وتعديل قانون الانتخابات على النحو الذي يمكنهم من الفوز بأغلبية برلمانية تتيح لهم تحقيق هدفهم في الوصول إلى سدة الحكم أو المشاركة فيه على الأقل ..أما توجه بعض القوى السياسية القومية واليسارية للمشاركة في الانتخابات وبقوائم ائتلافية مع بعض عناصر الحراكات مستغلة غياب الاخوان المسلمين ,فهذا من حقهم المشروع ولكن شريطة مراجعة معطيات المشهد الراهن وتقييم قدراتهم الحقيقية على تقديم البرامج السياسية والاقتصاية والاجتماعية البديلة والناجعة وتقييم حجم أنصارهم ومؤيديهم في أوساط شعبنا وبما يمكنهم من الوصول إلى البرلمان أولا ..فالمجازفة في مشاركتهم في الانتخابات بدون دراسة وتقييم قد تنتهي بنتائج مقاطعتها ..
الراي