2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حرب الحلفاء على داعش صورية ومخادعة ....

سلامة العكور
جو 24 :
مخطى جدا وواهم من يظن ان واشنطن وعواصم اوروبا الغربية عازمة على مكافحة الارهاب والقضاء عليه في المنطقة ...

فهي في الاساس التي صنعت المنظمات الارهابية وبخاصة تنظيم داعش وجبهة النصرة، وهي التي دربت عناصرها وسلحتها ومولتها وزجت بها في العراق وسوريا وفي دول عربية اخرى على امل اسقاط انظمة الحكم فيها او ادامة اشكال الفوضى والاضطرابات والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية إلى أن يحين أوان تجزئة هذه الدول وتقسيمها الى دويلات تتصارع فيما بينها فتظل ضعيفة عاجزة يمكن الهيمنة عليها والحاقها في احلافها الاستعمارية –الصهيونية– الرجعية ويكون في ذلك تعطيل خطير لاي محاولة او مبادرة لاستئناف التضامن العربي واقفال الطريق امام اي عملية نهوض عربي قومي ...اضافة الى نسف مرتكزات الامن القومي العربي الى اجل غير مسمى...

لكن عندما خرج تنظيم داعش عن الطوق الامريكي – الاقليمي لان انتماءه " للقاعدة " متفوق على درجة اذعانه للدول التي مولته بمليارات الدولارات وسلحته بالاسلحة الحديثة، وارتد ليضرب دول اوروبية واقليمية ويهددها ويتوعدها بالثبور وبعظائم الامور، اجبرت واشنطن وحليفاتها على الدعوة لمكافحة الارهاب واعتبار ذلك مهمة دولية او ضرورة ...ولم تعتبر مكافحته اولوية ....

فهي لا تريد القضاء عليه بل تريد اضعافه .. ولكن ليظل بمستوى مشاغلة واستنزاف دول عربية واقليمية حتى تسهل عملية انقيادها للارادة الامريكية – الصهيونية ...

يمكن ادراك هذه الحقيقة من خلال قيام واشنطن بانزال اسلحة متطورة لتنظيم داعش ولجبهة النصرة ولغيرهما حتى اليوم ...

من هنا فانه مخطئ جدا وواهم من ظل يعتقد بان الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها صديقة او حليفة للعرب وللمسلمين ...

فقد آن الاوان ولو متاخرا جدا للتنبه الى مخاطر السياسة الامريكية في المنطقة العربية ... ولنتذكر كيف اثار المبعوث الامريكي للعراق "بريمر" الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية هناك وشكل حكومة طائفية لتنكل بالطوائف الاخرى ... وذلك بعد ان قوض الجيش العراقي والاجهزة الامنية واطلق العنان للفوضى والاضطرابات ونهبت واشنطن الثروة النفطية وفتحت المجال واسعا لتغلغل جهات خارجية اقليمية ودولية في العمق العراقي لتقاسم النفوذ السياسي والاقتصادي فيه ...

واستطيع الجزم ان ما تشهده ليبيا والجزائر واليمن وسوريا من صراعات وويلات هو من صنع الولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الاوروبية ومن صنع الدول التابعة لها في المنطقة ...

ونتساءل : لماذا تقوم داعش بعملياتها الارهابية في جميع انحاء المنطقة وفي العالم ولا تفكر بمجرد زج عناصر لها في قلب اسرائيل للقيام بعمليات ارهابية مماثلة ؟!!...

الجواب واضح فتنظيم داعش كما اسرائيل من صنعها ومن صنع حليفاتها بريطانيا وفرنسا والمانيا ...

لكن رغم ذلك كله فان امتنا قادرة على النهوض وطرد الغزاة – كل الغزاة من اراضيها واجوائها ومياها ... وهو مجرد وقت فقط ..

وكما قال المفكر والباحث البريطاني " غلوي " ، فان الولايات المتحدة الامريكية قد احتلت العراق بذرائع كاذبة واستطاعت السيطرة على اجوائه ولكنها لم تستطع فرض سيطرتها ولو على شارع واحد من مدنه او قراه ...

وحتى بريطانيا التي شاركت في غزو العراق وفي تدمير بنيته التحتية وتفكيك مؤسساته المدنية وجيشه واجهزته الامنية , وفي تدمير موروثه الحضاري ، لم تستطع قواتها العسكرية التمركز على اي شبر من ارض العراق ...
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير