2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

«الربيع الفلسطيني : قاب قوسين ..»

سلامة العكور
جو 24 : يشهد النضال الوطني الفلسطيني تراجعا ملحوظا بسبب استمرار الانقسام الذي بات مستعصيا على جهود المصالحة الوطنية ,وبسبب انسداد أفق التسوية السياسية مع اسرائيل ..حيث أن التعنت الاسرائيلي يجهض أي مبادرة أو محاولة لاستئناف المفاوضات على أساس حل « الدولتين «.. فعندما يقول وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان « أن قضايا القدس والحدود واللاجئين والاستيطان عصية على التوصل إلى تسوية مع الجانب الفلسطيني ,فحول أي قضايا بقيت يمكن التفاوض ؟!..طبعا إن حكومة نتنياهو تستغل هذا الانقسام في الصف الفلسطيني في تنفيذ برنامجها الاستيطاني في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية تمهيدا لمشروع الضم الجاري على قدم وساق .. فهي تصادر أراضي الفلسطينيين وتهدم منازلهم وتدمر مزارعهم تمهيدا لإقامة المزيد من المستوطنات عليها ومن ثم ضمها .. لكن رغم ذلك كله فإن هناك ما يبعث الأمل والتفاؤل على صعيد اتساع دائرة الدول التي ترفض سياسة اسرائيل العدوانية الاستيطانية ولا تعترف بمستوطناتها وتعتبرها غير شرعية .. فقد دان الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة الماضي قرار حكومة نتنياهو السماح ببناء « 800 « وحدة سكنية جديدة في حي « جيلو « الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة ..وأبدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي « كاترين أشتون « في بيان أسفها الشديد لإعطاء وزارة الداخلية الاسرائيلية الضوء الاخضر لبناء « 800» وحدة سكنية في « جيلو» ..وجاء في البيان أنه في العامين «2011و2012م عبرت أشتون عن خيبتها العميقة بخصوص السياسة الاستيطانية الاسرائيلية في القدس المحتلة ..وكان الاتحاد الاوروبي قد رفض استيراد فواكه وخضار من المستوطنات الاسرائيلية ..ثم أن الشعب الفلسطيني سيحصل على دولة غير كاملة العضوية لدى الامم المتحدة ..كما أن شباب فلسطين تصدوا بشجاعة لحملات التدنيس التي يقوم بها قطعان المستوطنين في باحات الاقصى المبارك ..مما يشيع أجواء التفاؤل في أوساط الفلسطينيين ..وبالمقابل فإن الرعب يجتاح أوساط الاسرائيليين بسبب اختراق طائرة «حزب الله « اللبناني الأجواء الاسرائيلية واستباحتها لساعات .. مما أثار مخاوف حكومة نتنياهو وقيادة جيشه العنصري .. وكذلك بسبب الربيع العربي الذي تهز رياحه بوابات الدول العربية فتستنهض شعوبها الساخطة على اسرائيل وعلى أطماعها في المنطقة ..وقد اعترفت مراكز الأبحاث والدراسات الامريكية , كما اعترف اليهودي هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الأسبق المعروف بتشجيعه لسياسة اسرائيل العدوانية بأن الدولة العبرية لن تصمد طويلا في وجه الربيع العربي ونهضة الشعوب العربية رغم الدعم الامريكي اللامحدود لها ....لكن ينبغي فتح بوابات فلسطين أمام رياح الربيع العربي..
وعلى طلائع الشعب الفلسطيني وشبيبته تنظيم حراكات فاعلة في وجه الاحتلال الاسرائيلي لاستنزاف طاقاته وإجباره على الالتزام باستحقاقات السلام العادل..بدءا من الانسحاب التام من الاراضي المحتلة في « 5حزيران 1967» والقبول بعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وانتهاء القبول بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف..وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية ..وإن هكذا تسوية هي حتما في صالح اسرائيل ..وعلى اسرائيل أن تنقذ نفسها بنفسها من زلزال الربيع الفلسطيني والعربي الذي قد يعصف بمرتكزات هذه الدولة العنصرية من أساسها .. وعلى نتنياهو وليبرمان وايهود باراك وجميع أحزاب وقوى اليمين العنصري في اسرائيل انتظار الوقت الذي يتوسلون فيه- بدلا من العربدة -القبول بقرارات الشرعية الدولية وباستحقاقات السلام التي يرفضونها اليوم .. وهذا الوقت ليس ببعيد ..وكما قال الرئيس الراحل عرفات رحمه الله : إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ..فالربيع الفلسطيني قاب قوسين أو أدنى.."الراي"
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير