2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

قاعد عالجاعد

نائل العدوان
جو 24 :

قد يستغرب البعض سر تأخر بعض الامم وتردي احوالها الاقتصادية برغم توافر الموارد الاساسية اللازمة لذلك ، بينما تتقدم دول اخرى اقتصاديا رغم قلة الموارد المتاحة لديها.
السر ببساطة هو " القعود" ، اجل "القعود" بعينه الذي نعرفه جميعا .
فكلمة "قاعد" تكاد تقترن مع معظم الافعال التي نستخدمها في حياتنا اليومية ، فهي اسم فاعل لشخص "قاعد" وعلامة نصبه "القعدة" ، ومهما فعلت في الاردن فانك "قاعد" بصرف النظر عن طول ساعات عملك او قصرها .
قد تسأل لاعب المنتخب الذي يمضي ساعات في الملعب عن استعداداته لمبارة حاسمة فيجيبك بأنه : " قاعد يتدرب بجد" ! وانه مستعد للمواجهة ، كيف ذلك ؟ ويؤكد مدرب المنتخب ايضا بان فريق النشامى : " قاعدين" يبذلون مجهودا مضاعفا بالتدريب قبل مباراة الصين ، استغرب ماذا يفعل المنتخب الصيني قبل المبارة ، ايعقل ان يكونوا هم ايضا "قاعدين" ؟.
ذات الاجابة قد تأتيك من زوجتك التي تعد وليمة الغذاء في المطبخ وتتناثر من حولها الصحون والطناجر، فهي " قاعدة تطبخ" ، وعامل النظافة الذي يكنس الشارع امام بيتك - وبرغم حركته الدائمة وهو يجر "عرباية القمامة" - فهو "قاعد" ينظف الارض . وسائق التكسي الذي يمضي عشر ساعات في العمل هو في حقيقة الامر "قاعد" يسوق، واستاذ الجامعة " قاعد" يدرس ، والمراهق الذي يختلس الوقت لرؤية حبيبته هو ببساطة " قاعد يحب" ، حتى الفاسد الذي نهب موارد البلاد وخيراتها كان قد تم ضبطه وهو "قاعد يسرق" ، ولربما لو سمح الموقف وسألت احد العصافير المحلقة في سماء الوطن عما يفعلة سيجيبك : "قاعد" اطير، القطط ايضا "قاعدة" والذباب والناموس والرخويات وحتى السرخسيات.
رئيس الوزراء شخصيا وفي اي مناسبة للحديث عن احوال البلاد او اقتصادها سيجيبيك بان الحكومة "قاعدة" تبذل قصارى جهدها لتحسين معيشة المواطن "القاعد" ، وان رفع الاسعار لن يستهدف الفئة "القاعدة"، وسيؤكد لنا بان الهيئة المستقلة للانتخابات "قاعدة" ليل نهار من اجل اجراء انتخابات نزيهة وشفافة على مستوى "القعدة" ، وقد يوضح ايضا بأن الخلية الارهابية التي تم اكتشافها مؤخرا هي من تنظيم "القاعدة" ، وقد يشيد بانجازات مجلس النواب السابق الذي امضى مدة سنتين وهو "قاعد" وتمخض نجاحه باقرار عددا من القوانين والتشريعات التي تعزز مبدأ "القعود".
اما "الراعي" الذي يهيم بالخراف والجديان في فيافي هذا الوطن ويتبعه القطيع بصمت ووداعة ويحركهم بعصاه وينهرهم ويحبسهم في الحظيرة مساء ويفك اسرهم في الصباح ويصنع من صوفهم "جواعد" ، فهو الوحيد "القاعد" ولكن قعوده مختلف عن كل الاخرين فهو ببساطة "قاعد على جاعد" .
حتى انا في هذه اللحظات .. "قاعد" اكتب هذا المقال وانت عزيزي القارىء ايضا " قاعد" تقرأ دون ان تدري انك بالنهاية "قاعد".

فهنيئا لنا قعودنا ودمنا شعبا "قاعدا" قرير العين والفؤاد .
وكل عام ونحن "قاعدون" .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير