jo24_banner
jo24_banner

حرب اليمن العدمية .. الى اين ؟!!!!...

سلامة العكور
جو 24 :
لا يملك المراقب العربي إلا أن يستهجن ويستنكر هذه الحرب المجنونة الرامية الى تدمير مدن اليمن ومنشآته المدنية وابادة مئات الالوف من ابنائه وصولا الى اذلال هذا الشعب الابي الذي ما قبل يوما ولن يقبل الضيم ابدا ... ولن تفلح هذه الحرب الظالمة ولن تفلح حروب غيرها وعلى شاكلتها ان تنال من كبرياء ابناء اليمن وحرائره ، او تنال من ثقتهم بانفسهم واعتزازهم بارادتهم التي لا تنثني امام طغيان الطغاة وقسوة الغزاة والمعتدين ...

ولهذا لم تنجح مفاوضات الكويت حتى اليوم ... وذلك جراء اصرار الجانب اليمني على رفض الاستسلام او التسليم بشروط الطرف الآخر ...

والتاريخ يشهد للشعب اليمني الابي بعدم رضوخه او اذعانه يوما الى الغزاة والمعتدين الطامعين بقدراته وكسر ارادته او باحتلال ارضه ...

فالانجليز الذين ارادوا ان يخضعوا اليمن لمشيئتهم ويمارسوا اهواءهم الاستعمارية الكريهة ضد شعبه ومحاولين البقاء على اراضيه كمستعمرة من مستعمراتهم بالمنطقة ، لا يزالون يتذكرون حتما معركة حي "كريتر" التي هرب جنودهم فيها بالبجامات او قمصان النوم تحت ضربات مناضلي الجبهة القومية ... وغادروا مكرهين الى غير رجعة ...

وأخال ان الاتراك لن ينسوا حجم خسائرهم بالارواح عندما حاولوا في عز مجد الدولة العثمانية احتلال اليمن ... حيث اطلق عليه آنذاك ما يسمى " مقبرة الاناضول " ...

ولقد دخل اليمن منذ ذلك الحين بأدبيات الاتراك في الاغنيةوفي الرواية والشعر والحكايات الشعبية القديمة والحديثة باعتباره كان مصدرا للتهلكة , فبدلا من ان يقول المرء لمن يغضب عليه فلتذهب الى الجحيم ، يقول له فلتذهب الى اليمن باعتباره يكون ذهابا بغير اياب ...

صحيح ان اليمن في هذه الحرب الظالمة قد تكبد الكثير من الخسائر المفجعة في الارواح والممتلكات ... ....حيث دمر الشجر والحجر وحيث معاناة اطفاله وحرائره وشيوخه وتجويع اهله واشاعة الهلع والرعب في اوساطهم ..ومن الواضح ان مفاوضات الكويت عقيمة او تكاد وذلك جراء محاولة فرض شروط قاسية على الجانب اليمني الذي يتطلع الى حقن دماء ابناء شعبه واعادة الامن والسلام والاستقرار الى ربوع بلاده ... ومن ثم العمل على اعادة بناء ما دمرته هذه الحرب المجنونة ...والتطلع الى تحقيق تنمية ناجحة تعوض الشعب اليمني عن سني معاناته ...

ان الامتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي مسؤولون عن وقف هذه الحرب التي لم يكن ثمة مبرر مقنع لها اللهم سوى التطلع الى فرض وصاية واملاءات لن يقبل بها ابناء اليمن الميامين وهم يدركون ان هذه الحرب امتداد لحروب ضارية ومدمرة في المنطقة .. وتستمر المفاوضات في الكويت بدون جدوى جراء اصرار المعتدي على فرض شروطه المذلة على الشعب اليمني الابي ..وكان حريا به وبحلفائه المأجورين ادراك حقيقة ان ابناء اليمن لن يفرطوا بحقوقهم في الحرية والاستقلال وبتقرير المصير بمناى عن اي شكل من اشكال التدخل الخارجي عربيا كان ام اقليميا او دوليا واذا ما اريد لليمن عدم الامعان في اراقة دماء ابنائه وحرائره واطفاله , فليترك شعبه ليقرر مصيره بنفسه بمشاركة جميع مكوناته والوان طيفه السياسي والاجتماعي والثقافي.. اما الذين يتباكون على اليمن وشعبه وهم مكتوفو الايدي ويلعب البترو دولارفي اخراسهم وشل دورهم ، فلن يكونوا بمناى عن الحرائق المشتعلة في المنطقة ، ولو بعد حين ..فالتواطؤ مع المعتدين على حساب الشعوب الحرة والمغدورة لن يخدم اصحابه ابدا ...
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير