jo24_banner
jo24_banner

لا وحدة مع الضفة وهي تحت الاحتلال

سلامة العكور
جو 24 : وسط سياسي يعيش على هامش حركة مجتمعنا المدني ما انفك ينادي منذ سنين بإقامة كونفدرالية أو فدرالية بين الاردن والضفة الغربية المحتلة ..
وحتى قرار فك الارتباط القانوني والاداري الذي اتخذه جلالة المغفور له الحسين رحمه الله عام 1988م تحت ضغوط القادة العرب لم يضع حدا لهكذا مناداة مريبة .. وكانت قمة الرباط العربية في العام 1974م قد اتخذت قرارا بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..كل ذلك لم يحل دون استمرار ذلك الوسط المفلس سياسيا في الدعوة لإقامة الكونفدرالية أو الفدرالية مع الضفة الغربية الرازحة تحت نير الاحتلال الاسرائيلي..وبعد قمة الرباط إياها لم يعد باستطاعة الاردن أو غيره ادعاء تمثيل الشعب الفلسطيني.. علما بأن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية ولا سيما حركة فتح قد رحبت بقرار فك الارتباط مع الاردن وأقيمت الاحتفالات داخل فلسطين المحتلة وخارجها ابتهاجا بما سمي حينذاك «الانجاز العظيم «..لكن جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة لم تعترف بوحدة الضفتين التي اعلن عنها مؤتمر أريحا عام 1950م ..وراحت الدول العربية تدعم منظمة التحرير وتعمل على تهيئتها وتأهيلها لتمثيل الشعب الفلسطيني..ولو ظل الاردن مسؤولا عن الضفة الغربية لاستطاع التفاوض مع اسرائيل لاستعادتها كما فعلت مصر مثلا ..ولا سيما أن قرار مجلس الامن الدولي 242 ينص على انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية التي احتلت في حرب 5حزيران 1967م..
نستطيع أن نفهم أو نتفهم ما جاء على لسان الرئيس محمود عباس وعلى لسان فاروق القدومي من تراجع ملحوظ عن ثوابت الموقف الفلسطيني .. فعملية السلام باتت في طريق مسدود..والاستيطان الاسرائيلي في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية على قدم وساق ..والجدار العنصري العازل الاسرائيلي قد مزق أراضي الضفة الغربية وباعد بين مدنها وقراها ودمر مزارعها وصادر منازل المواطنين العرب هناك.. أي أنه لم يتبق شيء مهم للتفاوض حوله ..مما دفع فاروق القدومي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحريرللاعلان عن موافقته على إلحاق الضفة الغربية بالاردن .. فهو يرحب بعودة الضفة الغربية الرازحة تحت الاحتلال إلى الاردن مشترطا التأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين !!..وهذا الحق المقدس يتخلى عنه أبو مازن أو يكاد ..لأنه يظن أن باستطاعته مقايضة اسرائيل بالتنازل عن حق العودة مقابل موافقتها على إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 1967م !!..
لكن حكومة الائتلاف اليميني المتطرف الاسرائيلية « الليكود- اسرائيل بيتنا» أكدت مرة أخرى أن القدس الموحدة عاصمة الدولة اليهودية إلى الأبد..
إن الكلام من أي طرف فلسطيني أو أردني حول إلحاق الضفة الغربية بالاردن كلام خطير جدا ويتوافق عمليا وموضوعيا مع تصور اليمين الاسرائيلي الحاكم بأن الاردن هو الوطن البديل..
لقد أكد الملك عبدالله الثاني غير مرة وقبل ذلك أكد المغفور له الملك حسين رحمه الله مرات ومرات أن لا كونفدرالية ولا فدرالية قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وبقبول الشعبين الاردني والفلسطيني ..وأنه ما دامت الضفة الغربية قابعة تحت الاحتلال فالكلام حول هذا الأمر مجرد ثرثرة ليس أكثر ..


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير