"شِوير" الشيخ
نائل العدوان
جو 24 : في المسلسلات البدوية، يتكرر مشهد الشيخ ذو النوايا السيئة "مُنبطحا" في منتصف "بيت الشعر"، وبيده اليمنى عصا ينكث بها التراب، بينما يجلس بجانبه رجل أحول بشارب كث ولحية مجعدة . ذلك الرجل يسمى "شوير الشيخ" وهو شخصية جدلية غير جذابة على الإطلاق ومكروه من باقي أفراد القبيلة لكنه يستمد قوته من الشيخ مباشرة.
في المشهد نفسه أيضا يجلس وجهاء القبيلة قريبا من مجلس الشيخ كل حسب مركزه الاجتماعي ، يتحدثون بهمس حول قرار وشيك لتخفيض حصص مياه سقاية الأغنام لصالح ماشية الشيخ ، وما يلبث الشيخ أن يقطع توجسهم "بنحنحة" مفتعله ليميل بجسده نحو "شويره" الذي يطيل الهمس بأذنه ثم يأمرهم بالانصراف لدراسة الموضوع مع "شويره"، وبعد فترة وجيزة يخرج الشيخ بقراره المجحف بمنحى عن رأي وجهاء القبيلة ورعيانها .
"شوير الشيخ" الذي يلجأ الشيخ إليه عادة في كل صغيرة وكبيرة وفي حسم الأمور المعقدة والتي تحتاج إلى حلول جذرية بأقل الخسائر يعتبر عين الشيخ التي يرى بها وعقله الذي يفكر به ويتم مشاورته في الأمور التالية : حصص الشيخ من محصول الحنطة في آخر الموسم ، غنائم الغزوات من القبائل الأخرى غير الصديقة، خطط الشيخ الغرامية للإيقاع بفتاة جديدة في حبه, مؤامرات الشيخ ضد مريدي الشيخة و الطامعين في املاكه , تنظيم أمور المراعي وأحوال الرعيان والاقتطاعات العينية من أجورهم نتيجة لموت شاه أو إهمال في رعي القطيع.
مشاورات رئيس الوزراء التي (صرصع) رؤوسنا بها لرفع الدعم عن أسعار السلع والمحروقات -والتي توسمنا بها خيرا في أول الأمر - لم تخرج عن مشهد "شق الشيخ" الذي لا يستمع لأحد غير "شويره" أحادي الجانب عند اتخاذ القرارات المجحفة بحقهم وغير المقبولة شعبيا ، لم نسمع عن أي دراسة اقتصادية أو تحليل علمي مقنع أجرته الحكومة لإلية الدعم والأسس التي استند عليها الرئيس لتنفيذ قرار رفع الأسعار.
وبالفرض "الساقط " أن الحكومة أجرت هذه الدراسة السرية خلال فترة المشاورات التي لم تزد عن أسبوعين ، و أنها قامت بتوظيف عباقرة من علماء الاقتصاد والإحصاء الافتراضيين لتحديد فئة المستفيدين من الدعم ونسب ارتفاع الأسعار وانعكاساتها السلبية على كافة مناحي الحياة ، فمن حق المواطن الاطلاع عليها بشكل شفاف وبدون مواربة بالأرقام وتخبط واضح في سياسة أحوال البلاد الاقتصادية.
لا اعتقد أن " شويرا" واحدا يكفي لقرار بمثل هذا الحجم والأثر ، واجزم أن "الشوير" قد اخطأ مرة أخرى في إسداء النصيحة للرئيس الذي أشعل فتيلا جديدا من الإضرابات والاعتصامات كان من الممكن تجنبها فقط بإيجاد بدائل اخرى غير جيب المواطن .
عمي الشيخ.... ارخص إلنا ، ورآنا اعتصام ودنا نلحقه....
في المشهد نفسه أيضا يجلس وجهاء القبيلة قريبا من مجلس الشيخ كل حسب مركزه الاجتماعي ، يتحدثون بهمس حول قرار وشيك لتخفيض حصص مياه سقاية الأغنام لصالح ماشية الشيخ ، وما يلبث الشيخ أن يقطع توجسهم "بنحنحة" مفتعله ليميل بجسده نحو "شويره" الذي يطيل الهمس بأذنه ثم يأمرهم بالانصراف لدراسة الموضوع مع "شويره"، وبعد فترة وجيزة يخرج الشيخ بقراره المجحف بمنحى عن رأي وجهاء القبيلة ورعيانها .
"شوير الشيخ" الذي يلجأ الشيخ إليه عادة في كل صغيرة وكبيرة وفي حسم الأمور المعقدة والتي تحتاج إلى حلول جذرية بأقل الخسائر يعتبر عين الشيخ التي يرى بها وعقله الذي يفكر به ويتم مشاورته في الأمور التالية : حصص الشيخ من محصول الحنطة في آخر الموسم ، غنائم الغزوات من القبائل الأخرى غير الصديقة، خطط الشيخ الغرامية للإيقاع بفتاة جديدة في حبه, مؤامرات الشيخ ضد مريدي الشيخة و الطامعين في املاكه , تنظيم أمور المراعي وأحوال الرعيان والاقتطاعات العينية من أجورهم نتيجة لموت شاه أو إهمال في رعي القطيع.
مشاورات رئيس الوزراء التي (صرصع) رؤوسنا بها لرفع الدعم عن أسعار السلع والمحروقات -والتي توسمنا بها خيرا في أول الأمر - لم تخرج عن مشهد "شق الشيخ" الذي لا يستمع لأحد غير "شويره" أحادي الجانب عند اتخاذ القرارات المجحفة بحقهم وغير المقبولة شعبيا ، لم نسمع عن أي دراسة اقتصادية أو تحليل علمي مقنع أجرته الحكومة لإلية الدعم والأسس التي استند عليها الرئيس لتنفيذ قرار رفع الأسعار.
وبالفرض "الساقط " أن الحكومة أجرت هذه الدراسة السرية خلال فترة المشاورات التي لم تزد عن أسبوعين ، و أنها قامت بتوظيف عباقرة من علماء الاقتصاد والإحصاء الافتراضيين لتحديد فئة المستفيدين من الدعم ونسب ارتفاع الأسعار وانعكاساتها السلبية على كافة مناحي الحياة ، فمن حق المواطن الاطلاع عليها بشكل شفاف وبدون مواربة بالأرقام وتخبط واضح في سياسة أحوال البلاد الاقتصادية.
لا اعتقد أن " شويرا" واحدا يكفي لقرار بمثل هذا الحجم والأثر ، واجزم أن "الشوير" قد اخطأ مرة أخرى في إسداء النصيحة للرئيس الذي أشعل فتيلا جديدا من الإضرابات والاعتصامات كان من الممكن تجنبها فقط بإيجاد بدائل اخرى غير جيب المواطن .
عمي الشيخ.... ارخص إلنا ، ورآنا اعتصام ودنا نلحقه....