المشهد العربي الى اين ؟

فحيثما يولي وجهه يلاحظ المجازر وشلالات الدم في اقطار العروبة .. ويلاحظ كيف تتحول المنشآت المدنية ودور العبادة والموروث الحضاري هناك الى أكوام من الدمار .. كما يلاحظ كيف يتحول المدنيون العزل الى اشلاء ..

فالارهاب الذي فعل فعله في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والجزائر وحتى في مصر قد دمر الانسان والزرع والضرع والحجر ...

وأعاد هذه الاقطار العربية الغنية والمشهورة بموروثها الحضاري منذ الاف السنين الى العصور الوسطى ..ولولا لطف الله الذي أعان شعوب هذه المنطقة العربية بأقطارها المنكوبة ومدها بارادة وعزيمة من عنده, فواجهت الارهاب بأجندته الاقليمية الرجعية والاستعمارية الدولية وحدت من هول جبروته وطغيانه .. فها هي تسجل ملاحم وانتصارات شبه يومية عليه لقضي الامر وغدت صروح العروبة في خبر كان .. وكلها شهور ويتحول الارهاب اثرا بعد عين..

ونقول : " الارهاب مر من هنا " ..

وذلك باستثناء ارهاب اسرائيل المزمن الذي ابيد على يديه اكثر من مليون مواطن فلسطيني وعربي .. حيث يوميا يرتقي شهداء وجرحى ويعتقل العشرات .. وتنتهك حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية .. ويوميا يتم ابتلاع المزيد من اراضي القدس والضفة الغربية ويقام عليها المزيد من المستوطنات ، وبين الحين والاخر تغير الطائرات الاسرائيلية المقاتلة على قطاع غزة فتقتل وتصيب العشرات من الاطفال والمدنيين العزل ..

ومع ذلك لا تسمع صوتا من هذه الدولة العربية او تلك احتجاجا على هذه الممارسات الاسرائيلية العنصرية والفاشية وكأنه صمت القبور الطاغي على المنطقة بأسرها ..

والانكى ان دولا عربية حاولت وتحاول فرض وصايتها على الامة، راحت تزحف بمواقفها وبامكاناتها نحو اسرائيل باقامة تحالف بغيض باجندة صهيونية استعمارية دولية ..

ويبدو ان التطبيع العربي مع اسرائيل في المرحلة الاولى هواول أهداف هذا التحالف ..وعندئذ تكون جميع العواصم العربية مستباحة امام الزحف الاسرائيلي السياسي والاقتصادي والثقافي والامني نحو المنطقة فتسهل امام هذا الحلف البغيض تجزئة الاقطار العربية المحورية وتقسيمها الى دويلات طائفية وعرقية تابعة ..

وتسهل امام هذا الحلف الاستعماري الغربي – الصهيوني تصفية القضية الفلسطينية والتنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .. اذن فان الامة العربية تقف اليوم على اعتاب انعطاف جديد في تاريخها وتاريخ المنطقة ..

فاما ان تكون مستسلمة ومستكينة ومستعدة للتنازل عن حضورها ودورها وحقوقها القومية وامنها القومي، وعن سيادة اقطارها الوطنية واستقلال قرارها.. واما الاسراع في حث الخطى نحو نهوض عربي قومي جديد يتصدى لهذا الحلف الكريه ويحبط مشروعه الخبيث.. ويدحر الاستعمار ونفوذه السياسي والاقتصادي والعسكري عن هذه المنطقة المنكوبة من العام الجديد ..

فالنهوض العربي القومي هو الخيار الوحيد امام امة الضاد كي تحرر جميع اقطارها من قبضة او نفوذ هذا الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي الكريه الذي يوظف الارهابيين لوأد حضارة الامة اولا وتدمير حاضرها وموروثها الحضاري ثانيا ، ولقطع الطريق على امكان تقدمها ووحدة شعوبها واقطارها ثالثا ..