نعم للعرض الإيراني..
عرض ايران الذي قدمه سفيرها في عمان عبر فضائية "جوسات " حول تزويد الاردن بالنفط على مدار " 30 "عاما مجانا مقابل فتح المجال للتبادل التجاري والسياحة الدينية بين البلدين ,عرض سخي ويشي باهتمام بالغ بما يعانيه الاردن من أزمة اقتصادية صعبة .. وعلى الاردن قيادة وفعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية دراسة هذا العرض بتمعن وجدية وبروح المسؤولية العالية وصولا إلى موقف واضح وصريح ومسؤول..وذلك لأن في هذا العرض تتجلى مصلحة اقتصادية وسياسية وأمنية للأردن قبل غيره .. صحيح أن ايران من خلال هذا العرض إذا ما وافق عليه الاردن قد تفك شيئا من عزلتها الاقليمية وتوسع دائرة علاقاتها الخارجية وتحسن رصيد سمعتها في الأوساط العربية والاسلامية .. أما الاردن فسيخرج من مأزقه الاقتصادي والاجتماعي ويعيد ثقة شعبه بسلطاته ,ويكسب نصيرا قويا وظهيرا صلبا يعتمد عليه في الملمات ..إضافة إلى أنه سيتخلص من الضغوط ومن مختلف أشكال الإبتزاز التي تمارسها عليه دول استعمارية كبرى تعتبره لفظيا صديقا أو حليفا أو شريكا استراتيجيا ودول وأدوات في المنطقة وخارجها .. وتفرض عليه سياسات داخلية وخارجية ليست في مصلحته وتتعارض جذريا مع قناعات ومواقف فعالياته الشعبية والشبابية وأحزابه وقواه السياسية..وذلك مقابل فتات المنح أو المساعدات أو القروض التي تقدمها على جرعات لاتسمن ولا تغني من جوع .. فليس من مصلحة الاردن مثلا الاذعان لشروط أو مطالب امريكية تتعارض مع المصلحة الوطنية والقومية للاردن وتلحق الأذى بأمنه القومي وبسيادته واستقلال قراره .. وليس من مصلحة الاردن وجود قوات أجنبية على حدوده مع سوريا الجارة والشقيقة مقابل دعم مالي قد يأتي اولايأتي ..
أما تطوير العلاقات التجارية والسياحية الدينية مع ايران فلا ضير فيها إطلاقا ..فللاردن علاقات متنوعة ومختلفة مع عدد كبير من دول العالم ..وكذلك مع اسرائيل التي هي عمليا وموضوعيا عدو خطير لأمتنا العربية والاسلامية ..
في ضوء ما تقدم فإن القبول بالعرض الايراني السخي فرصة ذهبية لا تعوض ومغنمها في جميع الأحوال اعظم بكثير من مغرمها .. فإيران لم تطلب شيئا مقابل ما قدمته من دعم عسكري ومالي وسياسي لحزب الله اللبناني الذي استطاع تحقيق نصر مؤزر على اسرائيل وجيشها الذي "لا يقهر "..ولم تطلب شيئا من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وهي تمطر تل أبيب ومدن أخرى بصواريخها التي هي من صنع ايران ..