jo24_banner
jo24_banner

بين خدمة الاعتقاد وتسخيره (ناهض حتّر)

سارة محمد ملحس
جو 24 :
لم يُقْتَل لديانته ... قُتِلَ لفكره!! وكلا الفتنتين أسودٌ ظالمٌ مظلم. أما عن فتنة الفكر فهي صمّاء مطبقة تكثُرُ وتعظُمُ وتتفرّع مع كل رأي واختلاف، حتى وإن كان هذا الاختلاف بين أبناء الدين ذاته أو حتى الطائفة ذاتها إن أردتم.

فمن سمات زمن الرداءة والسقوط الحالي تثبيت نجاح التوظيف المخزي لفزّاعة الطائفية بمحركات خارجية أو داخلية لا فرق، بهدف تسيير أجندات نشر الهمجية والنكوص بين ثنايا عروبتنا الشاملة في اصلها المتجذر الحضاري (رحمه الله). 
الفكرة ليست جديدة ولكن وصول غسيل الدماغ للدوائر المجتمعية (الضيقة) مرعب،، فما حدث في الوطن من انتهاك  ثوابت وشيوعٍ في سيادة الدولة يضع كثيراً من علامات الاستفهام حول توافر (خبز) الأمن والأمان والذي فُقَد تماماً في الأمس، إلكترونياً على الأقل!!

فالأردن بعد يومٍ طائفي فكريّ بات على وجعٍ من ماضٍ سبقَ واستشرفناه، ومن مستقبلٍ كلّنا سنندم عليه؛؛ هذا إن لم يتم تصحيح البوصلة بسرعة وقبل فوات الأوان. لأن رؤية الآخر تحتاج إلى ادراك سليم كواحد من أدوات البصيرة الفطرية التي تم إعطابها بطريقة ممنهجه على مدى فترة لا يستهان بها من الزمن.

والمشكلة الحقيقية وإن هي تمثلت بالتكاثر المقرف للأدوات/الشخوص المأجورين (ومن الممكن) الممَوَّلين لنشر الكراهية والتطرّف باسم الاعتقاد والدين والمبدأ، إنَّما في الأصل كانت بوصول أصواتهم بسهولة وسلاسة بشكل كاشف فاضح لهشاشة المُتَلقّي وعدم مناعة متاريسه العقلية والوجدانيّة أمام ترتيبات إلغاء الثوابت والموروث والأمل!

وبرأيي الشخصي إن كان الاعتقاد -مهما كان مردّه- يقضي بذهنيّته الحالية المُستَحدَثة، بالحكم بإقامة الحدّ ووجوب الإخراج من الملّة الضيّقة على كل من يصرّ على العروبة الجامعة،، فبالتالي يكون من الضروري (المنطقي)، الحكم الصارم على من ارتدّ عن عداوته للغاصبة في فلسطين اسرائيل، وأغفَل قصداً أطماعها الواضحة بأنّه كَفَرَ كفراً صريحاً لا رجوع عنه ولا توبة...

لذا حتى ندرك الفرق الشاسع والمخيف ما بين خدمة الاعتقاد وبين تسخيره.... علينا بتصحيح البوصلة،، والحل هنا يكمن في مسؤوليتنا كلٌّ اتجاه قلبه بخلع جهاز تنظيم ضربات القلب الاصطناعي الذي يبعث فينا هذا النبض الداعشي المشوّه!

أنقذوا قلوبكم...

 
تابعو الأردن 24 على google news