jo24_banner
jo24_banner

مشهد وطن: سبع بيضات وعلبة لبنة!

سارة محمد ملحس
جو 24 :



رسالة إلى الدكتور عمر الرزاز:

في الجمعة الكارثية والتي أثبتت عدم قدرتنا النفسية واللوجستية على التعامل مع أي حدث يشذ عن خطوط روتين الحياة الطبيعي ، مارس الجميع المعمعة لتكديس مؤونة الأزمة....

ورغم أن الأزمات توحد الصف وتجمع القلوب، إلا أن قلب ذاك العسكري تُرك وحيدًا حاملًا همّ كفاية ما معه -من دنانير خضراء - لما حمله من علبة لبنة، وسبع بيضات -لربما كانوا واحدة لكل فردٍ من الأفواه التي يطعمها، فنظر بما يحمله من كبرياء أردني أصيل إلى سلال التسوّق أمامه وخلفه مكدّسة ثم سأل بترقّب عن تكلفة ما حمل، تأكد أن ما معه يكفي ، ثم مضى حاملاً طعامه القليل بيديه، ويأسه في نفسه، ورتبته على كتفيه.

دولتك، إن منع استشراء الانفصام بين كينونة هذا العسكري كإنسان ودوره كحامي وطن لازم وملح ولا يحتمل رفاهية الانتظار والتفكير. فلا بد من عدم المراهنة على خدر ذاك العسكري اتجاه ألمه وإحساسه بالغبن.
لا نشكك بالانتماء او الدفاع او البسالة إنّما هي قراءةٌ لواقعٍ مخجل لا يجب أن ينسينا ان الفقر خصمُ الأمان. فالاختزال المخلّ لتقدير العسكري ورفاقه في دقيقة تصفيق على الشرفات هي انفعالية عاطفية اتجاه المصائب والشدائد تقود الى التفاعل السطحي مع الواقع واختصار تفاصيله المهمة، فتكون ردّة الفعل شعاراتيّة لحظيّة زائلة لا تغني ولا تسمن من جوع ولا من حاجة وإحساسٍ بالحرمان.

إن إخضاع الهويّة النفسية لأيّ فردٍ للحاجات الإنسانية الأساسيّة، لا يضاهيه سوى ازدراء الإنسانية ازدراءً يصعب معه على المرء أن يتذكر مثيلا له ... وكيف لا وهو ازدراءٌ مصحوب بمجاهرة علنية باستحالة تغيير الواقع برغم التقدير الصادق للمؤسسة العسكرية ولحقوق الإنسان والديمقراطية.

وباعتبار الشرف العسكري،، معرّفٌ للإرادة المحفَّزة إتجاه المبدأ، من حقّه كأردني وكمواطن وكإنسان على الأقل، وبالذات كعسكري،، أن يتمكّن من شراء طبقِ بيض كامل.

وكل ذلك بين يديك وقلبك وضميرك.
 
تابعو الأردن 24 على google news